العلامة ابن بيه لجريدة المدينة : الإختلاف سنة كونية و علينا تجنب آثاره الضارة

 

يبتدر الدكتور عبد الله بن بيه بالقول إن الطائفية أمر طبيعي وقال: الطائفية ظاهرة طبيعية لأن نشوء الطوائف في كل دينٍ أوفي كل مذهب أمرٌ طبيعي ناشئ عن اختلاف الرؤى والإدراك والاختلاف في التأويل والتفسير وهذا بالنسبة لتعريف الطائفة. أما بالنسبة للطائفية فإنها تُعطي مضموناً سلبياً وهو الاتكاء على الطائفة والاعتماد عليها وعلى إقصاء الطوائف الأخرى أو لتكوين العداء للطوائف الأخرى فهذا الاتكاء أو اعتماد الطائفة كمرجع إقصائي قد يؤدي إلى مفاسد وبخاصة في المجتمعات المركبة من طوائف متعددة، والحكمة التي ينبغي أن تُعتمد هي محاولة تنمية وترجيح نقاط الاتفاق وخطوط الالتقاء على حساب نقاط الاختلاف وخطوط الشقاق، فإذا نمينا هذه الروح فعسى أن نتجنب بعض غوائل الطائفية. أما الأمر الثاني فهو الاعتراف بوجود خلافاتٍ، إلا أن العقلاء والفقهاء يُحاولون نزع فتيل هذه الخلافات بإيجاد تصالح يقوم على التنوعِ دون إهدار الطاقات في نزاعٍ قد يؤدي إلى ما لا تحمد عقباه، في التنازع عن وجهة النظر في صالح وجهة النظر الصحيحة هذا أمر جيد ومطلوب كما في من يتنازل عن رأيه لإتباع السنة الصحيحة، لكن مع ذلك تبقى هناك مساحة للتسامح نتعامل معها حتى نتجنب الأسوأ، أي أن ميزان المصالح والمفاسد له مرجعية في التعامل بين الطوائف   

 

 

وأضاف ابن بيه فقال: الاختلاف سنة لكن كيف نتجنب آثاره الضارة؟ هنا تبدو حكمة الحكماء وفطنة الفقهاء التي يمكن أن تحدد المعايير المعتمدة والسبل والوسائل التي من شأنها أن تحقق الأهداف دون أن تهدر شيئا من المبادئ الصحيحة والقيمة، والرؤية الواضحة تحكمها جملة من المبادئ هي: تنمية مشتركة ومحاولة استكشاف، واعتماد مبدأ التنوع، وأنه لا يُراد من هذا الاعتماد في التنوع التنازل عن الرؤية التي يراها المرء صحيحة، فإذا أراد المرء أن يتنازل في سبيل الوفاق أو المصالحة فهذا قد يؤدي إلى نوع من الخلل، وبالتالي هذه المصالحات أو المواءمة هي في نطاق جملة من المبادئ توحي بها المصالح العامة، كذلك درء المفاسد عن المجتمع والأمة  .

 

هذا التصريح نشر (الجمعة 12/02/2010)

  

Comments are closed.