ابن بيه لقناة العربية : أطالب العلماء جميعاً بالاتفاق على كلمة واحدة وهي “ترك السلاح” والتوجه إلى البناء،

جدة –

وصف الشيخ عبدالله بن بيه ما يجتاح الدول الإسلامية من عمليات قتل وتفجير بـ”الجنون المفرط”، مرجعاً ذلك إلى تراكمات تاريخية وذاكرة انتقائية حادة باتت تختزل التاريخ والدين بإخراج الأحاديث النبوية والآيات القرآنية من سياقها.

واعترف ابن بيه، رئيس منتدى تعزيز السلم في المجتمعات الإسلامية ومركزه أبوظبي، خلال حوار خاص مع “العربية.نت” في منزله بمدينة جدة غرب السعودية، بأن دور العلماء ورجال الدين لم يتمكن حتى اليوم من مواكبة تدفق الجانب الآخر الذي يسعى إلى التطرف وإشعال الحروب قائلاً: “لا يعني ذلك سلبية العلماء”، وإنما إيقاع التطرف أسرع من تحرك العلماء.

من جهة أخرى، انتقد الدور الذي لعبه الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي في إشعال الفتن الطائفية وأعمال العنف التي تقوم بها الجماعات المتطرفة،.

 

“ليس هناك خطاب موحد للعلماء”

 

وبشأن الاختلافات بين العلماء أنفسهم في عدد من القضايا والرؤى التأصيلية لمسائل شرعية قال ابن بيه “حتى اليوم ليس هناك خطاب موحد لكل علماء المسلمين، إلا أن هناك توجهاً وتيارا يكبر في اعتماد منهج السلم مهما كانت الاختلافات والمظالم، والتي يجب أن توضع جانباً لدفع العامة نحو السلام”.

كما اعترف بالانتقائية الحاصلة من بعض العلماء في مواجهة أيدولوجيا التطرف، وذلك عبر استنكار أفعال تنظيم “داعش” دون التطرق للجماعات الأخرى كجبهة “النصرة” فرع تنظيم القاعدة في سوريا، مضيفاً “نحن لا نتعامل مع اليافطات والعناوين، وإنما مع الأعمال، وذلك بمدى سلوكه سبيل السلام ورفع سيفه عن الناس”.

وأوضح أن “هناك مشكلة في المفاهيم المتعلقة بالجهاد والخلافة والحكم ومفهوم الدولة الوطنية، فالكثير من هذه المنظمات لها نزعتها الماضوية واجترار التاريخ في ظروف مختلفة بهدف إلغاء الشرعية عن الدولة الوطنية”.

وشدد على أن محاربة الناس من أجل مسمى “الخلافة” أمر “غير صائب”، مضيفا أن مسألة الخلافة لا تعد من العقائد، وإنما من الفروع الفقهية. وقال ابن بيه إن “حرق المنطقة مع وجود دول وحكومات مستقرة تقوم بما يساهم في صلاح الناس دينهم وآخرتهم ليس من الحق”.

وأكد عدم إمكانية قيام خلافة بالطريقة ذاتها التي تتبعها الجماعات المتطرفة والأحزاب الدينية، وقال “لا يمكن إقامة خلافة بالطريقة التي يتصورونها وليس مطلوباً ذلك”، معتبراً منظمة التعاون الإسلامي وجامعة الدول العربية إضافة إلى مجلس التعاون الخليجي جميعها صوراً إسلامية صحيحة لتعاون المسلمين بغض النظر عن نوع الحكم إن كان ملكياً أو دستورياً .

وطالب الشيخ عبدالله بن بيه العلماء جميعاً بالاتفاق على كلمة واحدة وهي “ترك السلاح” والتوجه إلى البناء، معتبراً كافة أعمال العنف التي من بينها ما يطال مصر “أعمال عنف غير جائزة وغير مجدية وعبثية، وستؤخر النهوض بالأوطان، ولن ترد حقاً لمن يدعي أن له الحق”، مضيفاً أن كل من يحرض على الاختلالات الأمنية خارج عن “المنهج الصحيح”.

 

واعتبر أن “اقتحام العلماء للمعارك السياسية أدى إلى التأثير على مصداقيتهم”، مضيفاً أن الشباب بالعادة هم من يبحثون ويرغبون بمثل هذه المعارك والصراخ الذي ينعكس في نهاية المطاف على مصداقية العلماء أنفسهم.

وبشأن ما يطرحه البعض من أن  العلماء و الدعاة يروجون أنفسهم كبديل معتدل بغرض تحقيق مكاسب سياسية، قال ابن بيه: “هذه مشكلة. يجب ألا يكون العلماء بديلا. يجب أن تقتصر مطالبهم على الاتحاد والتعاون مع كافة الطبقات والفئات المجتمعية”.

 

“يجب الحفاظ على الدولة الوطنية”

 

في الوقت ذاته انتقد ابن بيه مسألة عدم الانتماء للأوطان قائلاً: “لا يمكن أن تكون في وطن وتدين بالولاء لوطن آخر، لا يمكن أن تدار مجموعات في دولة من طرف شخصيات خارجية، وعلى علماء السنة والشيعة إدراك ذلك”.

Comments are closed.