العمل في مصنع يصنع حلويات (شوكلا)لاعياد النصارى

السؤال
اشتَغَلتُ بَمَصنَعٍ بـ ( أُورُوبا ) يَصنَعُ ( الشُوكُولا ) الخاصَّةَ بأَعيادِ المَسِيحِيِّينَ وأنا بِحاجَةٍ لهَذا العَمَلِ ولَم أجِد غَيرهُ. فَما حُكمُ ذَلِك؟.
الجواب

يَجُوزُ ذَلِكَ مَعَ كَراهَةٍ. فَهَذِه ( الشُوكُولا ) التي يَصنَعُونَها لأعيادِهِم إذا كانَت عَلى شَكلِ حَيواناتٍ ونَحوِ ذَلِكَ كَأَرانِبَ فَهَذا عِندَ مالكٍ رَحِمَهُ اللهُ تَعالى يَجُوزُ؛ الصُورَةُ التي لا بَقاءَ لَها إذا كانَت مِن مادَّةٍ لا تَبقَى فَإنَّها جائزَةٌُ مَعَ كَراهَةٍ.

فَنَقُولُ بِصِفَةٍ عامَّةٍ: يَطِيبُ لَهُ ـ إن شاءَ اللهُ ـ المالُ الذي حَصَلَ عَلَيهِ مِن ذَلكَ عَلى أن يَجتَنِبَ الصُورَ التي فِيها رَمزِيَّةٌ. بِمَعنى؛ الصُورُ التي تَرمُزُ إلى ما يُسمَّى ( بابا نويل ) أَي: أَبُّ المِيلادِ.

فَليَجتَنِب هَذِه الصُورَةَ الرَّمزِيَّةَ، أما الصورُ الأُخرى ـ إن شاءَ اللهُ ـ فنَقُولُ: لا بَأسَ بِها. بِمَعنى؛ أنَّها مَكرُوهَةٌ لَكِن بِالحاجَةِ؛ إذا كانَ يَحتاجُ إلى ذَلِك ويَحتاجُ للعَمَلِ فِيها فيُمكِنُ أَن يعمَل فِيها.

فَالمَسألةُ مَكرُوهةٌ فَقَط عِندَ مالكٍ كَما يَقُولُ ابنُ رُشدٍ في ( البَيانِ والتَّحصيلِ ).

فَالمَسألَة تَرجِعُ إلى الحاجَةِ فَإذا كانَ مُحتاجاً لا يَجِدُ عَمَلاً آخَرَ، فَيَستَفَيدُ مِن هَذا العَمَلِ ولا مانِع مِن ذَلِكَ. وإذا كان يَجِدُ عَمَلاً آخَرَ فعَليهِ أَن َيَرجِعُ إلى ذَلِكَ العَمَلِ لأَنَّ هَذا مِن بابِ الذَّرائعِ؛ مُحَرَّماتِ الذَّرائعِ أو مَكرُوهاتِ الذَّرائعِ. والأَمرُ واسِعٌ إن شاءَ اللهُ.

Comments are closed.