الدراسة في كلية الطب المختلطة لسدالحاجة

السؤال
تعلمون حاجتنا للطبيبات المسلمات المتحجِّبات، وأمتنا تحتاج لمن يطبِّبها وخصوصاً من النساء، ونحن نعلم أنه لا أنا، ولا أنت يحبُّ أن يكشف الرجال الأطباء على زوجاتنا، وأمهاتنا، وأخواتنا حين الولادة، أو عند الحاجة للكشف على العورة المغلظة، إن ذلك يصيبنا -حقيقة- بنوع من الحرج البالغ، ولكنَّ المشكلة أنَّ كليات الطب في البلدان الإسلامية مختلطة بنسبة 95%، فهل ندخل أخواتنا كليات الطب المختلطة إن لم نجد كليات طب خاصة بالنساء؟

وكيف السبيل إذا أردنا أن تكون هناك طبيبات متخصصات للنساء، وأطباء متخصصون للرجال،

هل المنع هو الحل الوحيد لمن أرادت أن تدرس الطب ولم تجد إلا كليات مختلطة؟

أو وجدت كلية غير مختلطة ولكنها بعيدة عن مكان إقامتها؟

الجواب
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد…
فأقول للسائل: سددوا وقاربوا، وأقول لـه: إن الأمر يختلف من شخص إلى شخص، ومن بيئة إلى أخرى، فإذا كانت الطالبة في جو من الصيانة، والعفة، وعدم الخلوة بالأجانب، وكانت أنظمة الجامعة لا تسمح بالتلاعب، ولا الخروج على الأخلاق، وغلب عليها ذلك، سواء في العلاقة بين الطالبات والطلاب، أو بين الطالبات والأساتذة، في هذه الحالة لا مانع أن تدرس الطالبة بناء على الأسباب التي ذكرها السائل من ضرورة إيجاد ممرضات، ومولدات وطبيبات لأمراض النساء. أما إذا لم يكن الأمر كذلك، وغلب الفساد فيختلف الحكم في ذلك،والعبرة في الشريعة بالغالب، دون النادر، فلو ضاعت وانفلتت طالبة أو طالبتان، أو وقع في إحدى الجامعات ما ينكر وكان نادراً، فهذا لا عبرة به، إنما العبرة بالغالب الأعم، إذ الغالب كما يقول أهل القواعد الفقهية مقدم على النادر، والله أعلم.

 

Comments are closed.