معالي الشيخ عبدالله بن بيه يدعو الى وضع مادة للسلم في المقررات الدراسية وإدماج المنطق في المناهج الدينية

قالَ العلامة عبد الله بن بّيه، رئيس منتدى تعزيز السّلم في المجتمعات المسلمة، إنَّ برامجَ التعليم الديني المدرّسة في مدارس ومؤسسات التعليم في البلدان الإسلامية لا تُساير العصر، مُعتبرا أنّ ثمّة خللا بين الواقع الزمني والإنساني الراهن وبيْن مضمون هذه البرامج.

وأشارَ رئيس منتدى تعزيز السلم، في ورقةٍ تُليتْ نيابة عنه في ورشة حول “دور التربية الدينية في تعزيز السلم ومواجهة التطرّف”، ملتئمة في الرباط، إلى أنّ موادَّ التعليم الديني قد لا تُثير حساسية في مجموعة من الأمور، كالعبادة، “لكنْ ثمّة أمور أخرى تستدعي الملاءمة مع الظروف الجديدة، التي قد لا تكون مشابهة للأزمنة القديمة”، يوضّح المتحدث.

وعدَّ معالي الشيخ ابن بّيه التعليم والتكوين الديني من أبرز العوامل المؤدّية إلى انتشار التطرّف، سواء عبرَ البرامج أو الكُتب أو المُربّين، لكنَّه شدّدَ على أنَّ التعليم الديني ليْس وحده المسؤول عن التطرّف، وقال موضحا: “هو يتحمّل قسطا من المسؤولية، لكنّ التطرف ظاهرة مُعقّدة ومُركّبة، ولا ينبغي تحميلُ عامل واحد سببها، بل ترجع إلى عواملَ عدّة”.

وأكد العلامة ابن بيه أن هناك مسماه “فجوةً بين ما يُدرّس وبين الزمان الذي نعيشه”، وإنَّ ثمّة خللا آخر في برامج التعليم الديني، يتمثّل في وجود انفصام بين مضمونها وبين المقاصد السامية للشريعة الإسلامية التي يُمكن أن تتعامل مع مختلَف الظروف والأوضاع، وتمثّل صمّام أمان دائم لتجنّب الوقوع في العنف أو الفساد أو الفتن.

وأشار رئيس منتدى تعزيز السلم في المجتمعات المسلمة إلى أنَّ تدريس المناهج الدينية يقتضي من المدرّسين أنْ يكونوا متمكّنين من فهم النصوص فهْما جيّدا، بما يُفضي إلى إيصال مضمونها إلى المتلقّين على نحو سليم، مضيفا: “إذا كان للمعلّم قصور في فهم النصوص سينعكس ذلك على الطلاب، وبالتالي تكون ثقافتهم مَأزُومة ما دام أنَّ الأرضية ليست ثابتة على أسُس صحيحة”.

في المقابل، حذّر العلامة عبدالله بن بيه من مغبّة الانسياق وراء “التطرّف الآخر” في ما يتعلق بإصلاح برامج التعليم الدينية، وقال: “المنهاج التربوي الديني له قسط من المسؤولية في انتشار التطرف، وهذا المنهاج يحتاج إلى إعادة نظر، لكنّ ذلك لا يعني إلغاء البرامج، واتهامها جملة وتفصيلا واتخاذ منحى التطرف الآخر، بل بصفة فيها من الحكمة والعُمق ما يمكن أنْ يُصلح ما أفسدتْه يد التطرف والجهل الذي هو أساس كل المشاكل”.

وفي ختام الورقة قدم العلامة عبدالله بن بيه  جملة من المقترحات لإضافتها إلى الورشة  تتمثل في “إنشاء مختبر يضم نخبة من العلماء الذين يفهمون الواقع ومقتضيات العصر لإثراء خطاب ديني معاصر”.

كما كشف عن عمل  مركز تعزيز السلم على إصدار موسوعة السلم في الإسلام، والتي ستكون الأولى من نوعها في العالم الإسلامي،.

واقترح ابن بيّة أيضا وضع مادة للسلم في المقررات الدراسية، بالإضافة إلى مادة أخرى عن الواقع الزمني وتغير السياقات من أجل تعزيز فهم الواقع والمعاصر.

Comments are closed.