كيف نعالج مشكلة تشويه صورة الإسلام والمسلمين وإعادة صورة المحبة والنقاء إليه ؟

 

س : كيف نعالج مشكلة تشويه صورة الإسلام والمسلمين وإعادة صورة المحبة والنقاء إليه ؟

جواب العلامة عبدالله بن الشيخ المحفوظ بن بيه

إذا كان ديننا الحنيف يوزع المحبة على البشر وينشر لواءها على الإنسانية فكيف نسمح بتشويه صورة هذا الدين بسبب جهل بعض اتباعه وافتراء بعض أعدائه.

فيقدم على أنه دين البغض والكراهية وفي الحديث الصحيح : لا تباغضوا ولا تدابروا ولا تناجشوا وكونوا عباد الله إخواناً”

كيف نقدم هذه المحبة الثلاثية الأبعاد في سلوكنا وفي خطابنا وفي علاقاتنا ؟ وكيف نقدمها إلى البشرية برداً وسلاماً ومحبة ووئاماً على الرغم من شنئان الشانئين..؟

إنه يجب أن نعالج جملة من المفاهيم لتصحيحها لأنها تقف نظرياً عائقاً دون تحسين صورة الإسلام والمسلمين في العالم وهي:

مفهوم الجهاد والعلاقة مع الآخر باعتبار أصل العلاقة مع الآخرين هي المسالمة تقدم على بساط البرّ والقسط والإقساط.وتقديم مجاهدة النفس.

إن هذه الكلمة الجميلة كلمة (الجهاد) كلمة بالغ فيها البعض إفراطا وتفريطا.

فما هو مفهوم الجهاد لغة واصطلاحا ومبرراته في القرآن الكريم ؟

 الجهاد هو مصدر من جاهد جهادا ومجاهدة ومعناه استفراغ الوسع أي بذل أقصى الجهد للوصول إلى غاية في الغالب محمودة.

وهو في الإسلام كما يقول الراغب في مفرداته يغطي ثلاث ميادين أو هو على ثلاثة أضرب حسب عبارته:

1-مجاهدة العدو الظاهر.  2- مجاهدة الشيطان.   3- مجاهدة النفس .

والمعنيان الأخيران وردا في أحاديث منها ما رواه الأمام أحمد في مسنده وأبو داود في سننه عن فضالة بن عبيد أنه صلى الله عليه وسلم قال: والمجاهد من جاهد نفسه في طاعة الله عز وجل.”

وقد جاء في حديث ضعيف رواه البيهقي عن جابر أنه عليه الصلاة والسلام قال- عند عودته من آخر غزوة له تبوك: رجعنا من الجهاد الأصغر إلى الجهاد الأكبر.

وفسره بمجاهدة الهوى وخدمة الوالدين جهاد قال عليه السلام : ففيهما فجاهد.”

وقد عرف ابن تيمية الجهاد بقوله: هو شامل لأنواع العبادات الظاهرة والباطنة، ومنها: محبة الله، والإخلاص له، والتوكل عليه، وتسليم النفس والمال له، والصبر، والزهد، وذكر الله تعالى ومنه ما هو باليد، ومنه ما هو بالقلب، ومنه ما هو بالدعوة والحجة واللسان والرأي والتدبير والصناعة والمال.      

مفهوم الولاء والبراء

إن الولاء والبراء موضوع كثر استعماله في أدبيات الحركات التكفيرية التي وسعت جيوبه وجرت ذيوله على علاقات الدول الاقتصادية والتجارية والسياسية والعسكرية والأمنية التي تخدم السلام وتساعد على الحصول على التكنولوجيا وتعين على التنمية.

والحقيقة أن هذا المفهوم عقدي يتعلق بالولاء في العقيدة والدين والملة وهو الذي يكفر فاعله وينصر خاذله.

إما الولاء لتحصيل مصالح الدنيا والمعاشرة الحسنة وإيجاد سبل الوئام في العيش المشترك فهذا ليس مذموماً.

ومفهوم التكفير وفتاواه: وهو مفهوم بالغ فيه المكفرون.

وإشاعة ثقافة السلام : وهي ثقافة تقوم على أسس عدة.

تتسق مع آيات كآية البر والاقساط ( لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين..) وكقوله تعالى( وقولوا للناس حسناً) وأحاديث “صلي أمك” “وأن تقرأ السلام على من عرفت ومن لم تعرف” “وخالق الناس بخلق حسن” وحديث حلف الفضول ووثيقة المدينة والسماح للنصارى بالصلاة في المسجد إلى غير ذلك من الأخبار والآثار التي منها الصحيح ومنها الحسن ومنها الضعيف. لكن يحصل من جميعها معنى يخصص العموم ويسمح بالتعامل طبقاً لمصالح العباد ويدرء أوجه الفساد عن طريق التخصيص في المحال والأحوال وتحسين صورة المسلمين وهو مقصد شرعي دلت عليه مسألة بناء الكعبة على قواعد إبراهيم ، والامتناع من قتل المنافقين.

وفي الموضوع مجال واسع للبحث وميدان فسيح للمراجعة وهذه إشارات سريعة ونبذ يسيرة تدل علي ما وراءها.

Comments are closed.