برعاية الملك محمد السادس , منتدى تعزيز السلم يستقبل قافلة السلام الأمركية في مدينة الرباط

برعاية كريمة من جلالة الملك محمد السادس احتضن فندق سوفيتل بالرباط، اليوم 24 أكتوبر الجولة الثانية من القافلة الأمريكية للسلام والتي ينظمها منتدى تعزيز السلم في المجتمعات المسلمة بالتعاون مع وزارة الأوقاف المغربية .

 وقد اعتبر رئيس “منتدى تعزيز السلم في المجتمعات المسلمة”، الشيخ عبد الله بن بيه  أن رعاية الملك محمد السادس للقافلة،  تؤكد « حرص عقلاء المسلمين على مد جسور السلام والوئام بين أبناء مختلف الأديان، من أجل عمارة الأرض بالخير والجمال وحماية حقوق الإنسان». وذلك،  حسب «إعلان مراكش التاريخي في يناير 2016».

وأضاف الشيخ أن تأمل الأزمات التي تهدد الإنسانية تزيد الاقتناع « بضرورة التعاون بين جميع أهل الأديان وحتميته واستعجاليته. وهو التعاون على كلمة سواء قائمة لا على مجرد التسامح والاحترام بل على الالتزام بالحقوق والحريات التي لا بد أن يكفلها القانون ويضبطها على صعيد كل بلد. غير أن الأمر لا يكفي فيه مجرد التنصيص على قواعد التعامل، بل يقتضي قبل كل شيء التحلي بالسلوك الحضاري الذي يقصي كل أنواع الإكراه والتعصب والاستعلاء».

وقد ذكر  الشيخ ابن بيه بمقتضيات  إعلان مراكش، الذي أعلى كرامة الإنسان بوصفه أول مشترك إنساني ويدعو  مختلف الطوائف الدينية التي يجمعها نسيج وطني واحد إلى «معالجة صدمات الذاكرة الناشئة من التركيز على وقائع انتقائية، ونسيان قرون من العيش المشترك على أرض واحدة، وإلى إعادة بناء الماضي بإحياء تراث العيش المشترك، ومد جسور الثقة بعيداً عن الجور والإقصاء والعنف». ودعا ممثلي مختلف الملل والديانات والطوائف إلى التصدي لكافة أشكال ازدراء الأديان وإهانة المقدسات وكل خطابات التحريض على الكراهية والعنصرية.

و أكد العلامة عبد الله بن بيه  رئيس منتد تعزيز السلم في المجتمعات المسلمة،  أن الإسلام صاغ عقائده وعباداته وشرائعه وأخلاقه وفق رؤية حضارية تنشد السلم في أسمى معانيه، باعتباره هو الأصل الذي يجب أن يحكم علاقة البشر ابتداء، والهدف الذي يتعين على الجميع التحرك لتحقيقه.

وشدد الشيخ “بن بيه” على أن تعزيز السلم في المجتمعات المسلمة، من شانه أن يعمل على سيادة حالة من الطمأنينة النفسية والروحية والسكينة بين أفراد المجتمع لتنعكس على العلاقات بين الأفراد والجماعات…وتتمظهر في التضامن والتعاون لإيصال النفع إلى الجميع ودرء الضرر عن الجميع.

واكد أحمد التوفيق، وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية، خلال كلمته الإفتتاحية للقاء، على ان إعلان مراكش، شكل محطة مهمة لتعزيز والدفاع وإنصاف الأقليات الدينية في المجتمعات المسلمة ونشر الوعي بحقوقها، عبر الدعوة إلى تهيئ التربة الفكرية والثقافية والتربوية والإعلامية الحاضنة لهذا التيار، وعدم توظيف الدين في تبرير أي نيل من حقوق الأقليات الدينية في البلدان الإسلامية، كان مرجعا أساسيا في إنطلاق النقاش والدفاع عن حقوق الأقليات.

وأضاف التوفيق ان المملكة المغربية اختارت السير في تأطير بثوابت دينية عبر تفسير رحب يتجاوب مع مقاصد الدين، وإحترام الأخر عبر الكف عن مختلف أنواع واشكال الأذى.

ودعى وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية، إلى تعزيز السلم في النفوس، عبر تشخيص مشاكل التطرف بكل أشكاله، الذي هو أصل الداء، وأن التفاهم من اجل التضامن هو سبيل حل المشاكل الإنسانية.

 

ومن جانبه، شدد كبير القساوسة في دالاس، القس بوب جين روبرتس، على ضرورة المرور إلى «مرحلة الفعل والعمل الحقيقيين في أفق مد الجسور بين الحضارات والثقافات والشعوب». وأضاف القس أن « إشاعة الحب المطلق بين الناس هو السبيل للخروج من التعصب القبلي والديني». وزاد قائلا :«حان الوقت لبناء الجسور وقد تعبنا من الخطابات».

وكذلك، تحدث أمين عام “منتدى تعزيز السلم في المجتمعات المسلمة”، رئيس هيئة الأوقاف والشؤون الإسلامية في دولة الإمارات، الدكتور محمد مطر الكعبي عن تميز العلاقات الرابطة بين المغرب والإمارات، وبخاصة في المجالين الديني والإنساني. و أضاف موضحا أنه « من الطبيعي أن يأتي  ملتقى القافلة الأمريكية للسلام في الرباط بعد لقاء ناجح ومثمر في أبوظبي مطلع ماي الماضي». وأشار إلى  أن «الحكماء والعقلاء الذين اجتمعوا في أبوظبي آمنوا بأهمية إنشاء حلف فضول عالمي يضم الديانات المختلفة، ويرتقي بالقيم الإنسانية إلى المستوى الذي أراده الله سبحانه وتعالى لخليفته في الأرض».

ويلتئم أعضاء “قافلة السلام الأمريكية” في الرباط، برعاية من  الملك محمد السادس، وبالتعاون مع “منتدى تعزيز السلم في المجتمعات المسلمة” برئاسة  الشيخ عبد الله بن بيه. إذ انطلقت فعاليات المرحلة الثانية من استراتيجية “قافلة السلام الأميركية” في الرباط صباح أمس الثلاثاء 24أكتوبر  لتختتم يوم غد الخميس 26 أكتوبر 2017، بحضور ممثلي الأديان الإبراهيمية في أكثر من عشرين ولاية أميركية، إلى جانب كوكبة من العلماء والمفكرين والشخصيات الرسمية والثقافية، يتقدمهم أمين عام منتدى تعزيز السلم، رئيس هيئة الأوقاف والشؤون الإسلامية في دولة الإمارات، الدكتور محمد مطر الكعبي، ووزير الأوقاف، أحمد التوفيق، و رئيس منظمة أديان من أجل السلام، وليام فندلي،

Comments are closed.