– مقدمة لترجمة كتاب : العقيدة الطحاوية ترجمه الشيخ حمزة يوسف

 

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمدلله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وعلى اله وصحبه وسلم

 

وبعد، فقد قام أخونا الفاضل الفقيه المشارك والداعية اللامع الشيخ حمزة يوسف بترجمة العقيدة الطحاوية إلى اللغة الانجليزية وحيث إن هذا العمل يعتبر عملاً نافعاً وبخاصة لغير الناطقين بالعربية فهذه العقيدة مما أجمعت عليه الأمة في الجملة وهي عقيدة بسيطة مبنية على نصوص الكتاب والسنة بعيدة عن الشبه والتعقيد وهي في ذلك تشبه عقيدة أبي محمد بن أبي زيد القيرواني المالكي التي أتمنى أن تتاح الفرصة لأخينا الشيخ حمزة لترجمتها وليس ذلك عزيزاً على همته العالية.

 

وترجمة الشيخ حمزة يوثق بها لأن له قدماً راسخة في اللغة العربية والبلاغة وله باع في علم الكلام عند المتقدمين.  

 

أما في اللغة الأنكليزية فهو شكسبيري اللسان.

 

وهو قبل هذا وذاك صاحب تحرِّ وورع وصدق –إن شاء الله- يحمله على البحث والتنقيب لإدراك الغوامض والفصل بين الوصف اللازم والوصف العارض والعقيدة الطحاوية فيها دعوة إلى عدم تكفير الناس وعدم إنزال أحد في الجنة أو النار وتسليم ما اشتبه من الأمور إلى العليم الحكيم.

 

ولهذا تلقتها الأمة بالقبول وشرحت شروحاً عدة من مختلف المذاهب والمشارب.

وإني أوصى بحفظ هذه العقيدة مجردة بالنسبة لعوام المسلمين دون مغالاة في أمور لا يدرك كنهها ولا يحاط بها علماً. 

 

فإن العقيدة بلغت كل أحد صافية واضحة “ودخلت على العذراء في خدرها وما سُئلت عن كيف ؟

” على حد عبارة مالك رحمه الله تعالى. 

 

وعلى المؤمن إذا أراد التعمق في الدين أن يكون ذلك في اتجاهين أولاً: في اتجاه الإيمانيات المتعلقة بأحوال القلوب وتصفية النفوس ليرتقي إلى درجة الإحسان.

أما الاتجاه الثاني: فهو دراسة الفقه العملي ليتعلم كيف يعبد الله تعالى ويصحح معاملاته وعقوده.

 

ويعرض عن الجدل في قضايا كلامية بنيت على أسس فلسفية قديمة قد لا تخدم المقولات الإيمانية الحالية ولا الإشكالات الفكرية المادية المعروضة على الساحة الثقافية.

 

وأسأل الله تعالى لنا وللشيخ حمزة مزيداً من التوفيق والتسديد. 

                        

                                               وكتب 

                                        عبد الله بن بيـّــه

 

 

Comments are closed.