منتدى تعزيز السلم يطلق الملتقي التشاوري الأول بين علماء دول الخمس في الساحل الإفريقي

يرعاية من فخامة رئيس الجمهورية الاسلامية الموريتانية محمد ولد الشيخ الغزواني انطلقت صباح اليوم الثلاثاء بقصر المؤتمرات في #نواكشوط أعمال الملتقى التشاوري الأول بين علماء دول الخمس في الساحل تحت شعار ” دعوة للحوارات والمصالحات الوطنية “، المنظم بالتعاون بين الحكومة الموريتانية و منتدي تعزيز السلم في المجتمعات المسلمة.

دعا الشيخ عبدالله بن بيه، رئيس منتدى تعزيز السلم في المجتمعات المسلمة، علماء منطقة الساحل، لاعتماد منهج الحوار والتسامح كآلية للتصدي لتيارات التطرف العنيف، التي بدأت تتمدد نحو المنطقة. 

وأوضح بن بيه، في كلمة له أمام مؤتمر علماء منطقة الساحل الأفريقي في موريتانيا، أن الحلول العسكرية والأمنية وحدها غير كافية، داعياً لاستعادة تراث القارة الأصيل في التسامح، وحل المشكلات بالمصالحات. 

وانطلقت، الثلاثاء، بموريتانيا، أعمال اللقاء التشاوري الأول لعلماء منطقة الساحل، المنظم بالتعاون بين منتدى تعزيز السلم بالمجتمعات المسلمة في أبوظبي، والحكومة الموريتانية.

ويأتي المؤتمر في إطار تنفيذ توصيات مؤتمر العلماء الأفارقة المعروف بـ”إعلان نواكشوط”، الذي أقيم نهاية يناير/كانون الثاني الماضي بموريتانيا، تحت عنوان “تعزيز منهج السلم والتسامح والاعتدال في وجه تيار التطرف والاقتتال”.

واعتبر “بن بيه” أن مؤتمر تشاور علماء منطقة الساحل، يبرهن على وجاهة مبادرة العلماء الأفارقة بموريتانيا، وأهمية التوصيات التي خرج بها المؤتمر الأخير، وكذلك محورية القادة الدينيين في المجتمعات الأفارقة.

وأوضح أن أهمية المؤتمر كذلك ترتبط بخصوصية منطقة الساحل، التي أصبحت في الآونة الأخيرة وجهة لبعض التيارات المتطرفة العنيفة، مضيفاً أن المنطقة باتت مرشحة وجهة لنار الإرهاب المشتعلة، ما يحتم على العلماء الأفارقة حسن التصرف لمواجهة هذ المشكلة.

وخلص “بن بيه” إلى التأكيد بوجود قناعة راسخة لدى منتدى تعزيز السلم في المجتمعات المسلمة بدولة الإمارات العربية المتحدة، وأنه لا مستقبل للإنسانية إلا في الوئام والتعايش، مبيناً أن ذلك هو الخيار الوحيد للسلام والأمن في المنطقة والعالم أجمع، وفق ما يبرهن العقل والتجربة الإنسانية.  

بدوره، أكد الوزير الدكتور سيدي ولد سالم، الناطق الرسمي باسم الحكومة الموريتانية، أهمية انعقاد المؤتمر في ظل الرئاسة الدورية لموريتانيا لتجمع بلدان منطقة الساحل الأفريقي الخمسة.

وأشار ولد سالم إلى أن موريتانيا تسعى لرسم سياسات واضحة ومحكمة، لمواجهة التحديات التي تواجهها مجموعة دول الخمس في الساحل، خصوصا التطرف والإرهاب، بما لهما من تأثير مباشر على التنمية والأمن بالقارة الأفريقية بشكل عام.

وبيّن ولد سالم أن هذا الملتقى يعدّ انطلاقة فعلية لتنفيذ توصيات واقتراحات مؤتمر علماء أفريقيا، الذي احتضنته نواكشوط من 21 وحتى 23 يناير/كانون الثاني الماضي، والذي كرس لموضوع التسامح والاعتدال ضد التطرف والاقتتال.

وأكد أهمية إعلان نواكشوط الأخير، لما لاقاه من استحسان دولي إقليمي، يعكس آمال الشعوب الافريقية، وما تنتظره من قادتها الدينيين في تعزيز السلم والوئام، وصناعة مستقبل جديد للقارة، يسوده الأمن والرخاء.

وكان الإعلان الختامي لمؤتمر علماء أفريقيا في موريتانيا، الذي احتضنته موريتانيا نهاية يناير/كانون الثاني الماضي، قد أشاد بجهود الإمارات، وإسهامها في نشر قيم السلم والتسامح في أنحاء العالم، خصوصاً في القارة السمراء.

وجمع المؤتمر الذي نظَّمه منتدى تعزيز السلم في المجتمعات المسلمة، 500 من العلماء والشخصيات المرجعية في أفريقيا، حول موضوع “التسامح ونبذ التطرف”.

وأوصى الإعلان الختامي للمؤتمر، الذي حصلت “العين الإخبارية” على نسخة منه، بتفعيل ميثاق “حلف الفضول الجديد”، لما يحتويه من قيم وفضائل، ويفتحه من آفاق واعدة للتعايش، وكذا توحيد الأمم على أساس “التعارف” و”التعاون” و”الأخوة الإنسانية”.

واعتبر الإعلان الختامي للمؤتمر، الذي صدر، الخميس، أن “واجب الوقت” أصبح يفرض على العلماء والقادة الدينيين التدخل العاجل، من أجل التصدي للعنف والتطرف، والمساعدة في فهم هذه الظاهرة، وتحليل أسبابها، ومعرفة تشكلاتها وملابساتها، واستشراف مآلاتها المستقبلية.

وتوقّف عند ضرورة تفكيك الخطاب الأيديولوجي، الذي تستمد منه ظاهرة التطرف “شرعيتها”، والتوظيف الخاطئ للمناهج في الاستدلال، وتبني مفاهيم مغلوطة في مجالي الدين والسياسة.

مقترحات وحلول

واعتمد الإعلان الختامي مقترحات عدة، من شأنها تحقيق الأهداف التي أقيم حولها المؤتمر على مدى 3 أيام في موريتانيا، وتضمنت عدداً من العروض والمحاضرات.

ومن أبرز هذه المقترحات والأدوات؛ إنشاء مجلس للوساطات والمساعي الحميدة في مختلف الدول الأفريقية، يضم النخبة الدينية والفكرية، وأعيان المجتمع.

ودعا المؤتمر المنظمات الإقليمية إلى ضرورة العناية الخاصة بالجانب الفكري والديني في استراتيجياتها المعتمدة، خصوصاً الاتحاد الأفريقي، وتجمع دول الساحل الخمس.

كما دعا العلماء الأفارقة المنظمات الحكومية وغير الحكومية إلى الشراكة والتّنسيق مع العلماء والقيادات الدينية، للوقوف أمام مخاطر التطرف وتحدياته، وكذا إنشاء قوافل أفريقية للسلام، وتقريب وتجسير العلاقات بين أتباع الأديان في أفريقيا.

 

Comments are closed.