العلامة ابن بيه يعقد ندوة رمضانية حول القيم الإنسانية
يعقد معالي الأستاذ الدكتور عبدالله بن بيّه العلّامة المعروف وزير العدل
الموريتاني السابق وعضو المجلس الأوروبي للإفتاء نائب رئيس الإتحاد العالمي لعلماء
المسلمين اليوم الجمعة ندوته الرمضانية تحت عنوان : ( القيم الإنسانية المشتركة )
بحضور صفوة من المفكرين والعلمـاء المهتمين بقضايا الفكر الإسلامي من كافة أنحاء
العالم العربي والإسلامي .
يأتي ذلك في إطار مواصلة ندوات الأمير تركي بن طلال بن عبدالعزيز استضافاتها لقمم
العالم الإسلامي الفكرية، وسيحاضر العلامة ابن بيّه عن عدة محاور رئيسية تشمل :
المحور الأول : تعريف القيم وسيتناول فيه الدكتور ما يمكن أن يرادف كلمة القيم في
اللغات الغربية ، بالإضافة إلى معانيها في هذه اللغات وما تمثّله من حق وجمال وخير
طبقًا لمعايير شخصية أو اجتماعية كمعيار ومرجع لمبدأ خلقي . وكذلك ما تشير إليه
الكلمة وتوحي به ظلالها في اللغة العربية ، من كون القيم جمع قيمة ، وهي ما يكون به
الشيء ذا ثمن أو فائدة ، يقول المثل العربي: قيمة كل امرئ ما يحسنه".
وسيتضمن المحور الأول أيضاً الإشارة إلى ما تعنيه القيمة من الخصلة الحميدة والخلة
الشريفة التي تحض الإنسان على الاتصاف بها كحرصه على اقتناء الأشياء ذات القيمة
الثمينة والاحتفاظ بها، والقيمة ثمن الشيء الذي يقوم مقامه، تبعًا لهذا الأصل
اللغوي سيدلف العلامة ابن بيّه عميقاً للمعاني المصطلحية للقيم من كونها مبادئ
خلقية تمتدح وتستحسن وتذم مخالفتها وتستهجن ، وما يكمن في النفس السجايا الكامنة.
ويتسائل المحور الثاني : هل توجد قيم مشتركة ؟ . وفي هذا المحور سيفصّل معالي
الدكتور ابن بيّه في تساؤلاته المعمّقة هل توجد قيم إنسانية مشتركة .. وما تصوراتنا
الفكرية نحن المسلمين التي إلى أساس مشترك للقيم بين الإنسان على الأسس التالية ..؟
المحور الثالث : مرجعية القيم ؟ ومن هذا المحور سيبحر العلّامة بعيداً في تحرير محل
النزاع كما يقول أهل الأصول : ما هو مركز القيمة ؟ وهل للخير الذي هو أساس القيم
وجود موضوعي مطلق ؟ وهل هناك خير بالمعنى العام ؟ أو هو دائمًا نسبي تبعًا لرضا فرد
معين أو فئة معينة ؟
المحور الرابع : تزكية الإسلام للتحاكم على القيم المشتركة. من منطلق أن رجال الدين
يجب أن يكونوا جزءاً من الحل وليس جزءاً من المشكلة كما نشاهده من انزلاق البعض على
الضفتين ومن مختلف الديانات في إثارة نعرات الخلاف ومحاولة إرضاء جمهوره بما يعود
سلباً على قيم التضامن الإنساني وحسن التفاهم.
المحور الخامس : ضرورة إيجاد معيار ومرجعية في عالم اليوم ولإيجاد أرضية مشتركة لحل
النزاعات وفض الإشكالات ، عبر احترام الاختلاف وترسيخ أهميته ومد جسور الوحدة وغيره
هو وحده الذي يعيدنا إلى قيمة الإنسان وهو أننا جميعاً نستحق هذه القيم مع التركيز
على ثلاثة أهداف أساسية : أولاهم : تقديم دروس قيم مقنعة لأهل أوربا وبخاصة لشباب
المسلمين تردعهم وإلى الأبد عن ارتكاب حماقات الإرهاب والجريمة . ثانياً: دعوة
الجهات المعنية في الغرب بمنحهم حقوقهم وبخاصة الحقوق الثقافية ليكونوا عنصراً
فعالاً له خصائصه التي لا تتناقض مع المجتمع الأوربي في الخطوط الأساسية. ثالثاً :
دعوة الغربيين إلى إعادة النظر في العلاقة بالعالم الإسلامي على ضوء القيم لإيجاد
تعايش أكثر إسعاداً للجميع لأنه أكثر أخلاقية وأكثر ذكاء وسخاء.
جدير بالذكر أن موقع (الإسلام اليوم) -الراعي الإلكتروني للندوة- سيواصل نشر ملخصات
وبعض أوراق العمل لكافة الندوات .