كلمة تأبين ألقاها العلامة عبد الله بن بيه في حق المستشار فيصل مولوي رحمه الله
كلمة تأبين ألقاها العلامة عبد الله بن بيه في حق
المستشار فيصل مولوي رحمه الله
الحمدلله رب العالمين اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه وسلم تسليما كثيرا
قال الله تعالى ((كل نفس ذائقة الموت ثم إلينا ترجعون ( 57 ) والذين آمنوا وعملوا الصالحات لنبوئنهم من الجنة غرفا تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها نعم أجر العاملين )) سورة العنكبوت
رحم الله اخانا الشيخ فيصل فقد كان من العاملين في الدعوة الاسلامية. لقد رافقت الشيخ فيصل لعشرين سنة ، لقد كان من سبقني يتحدث عن العمل في لبنان وسأتحدث عن العمل في أوروبا. لقد ربى جيلاً كاملاً من الدعاة ومن الناشطين ومن زعماء المنظمات الاسلامية في فرنسا وأوروبا. أنا اعرف ذلك رافقت جزءاً من هذه الدعوة . ثم أسسنا معا المجلس الأوربي للبحوث والإفتاءفي بريطانيا ثم إنتقل المجلس الى دبلن وكان فيصل نائب الرئيس وكان نِعم النائب. وأسسنا معا الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين وكان الشيخ فيصل الدعامة الكبرى لهذا الاتحاد وكان المنظم بصمت وبهدوء وبحكمة ووسطية. كنا نذكره في ذلك فينظم ذلك المؤتمر دون أن نشعر دون أي حركة. تنظيماً كاملاً ومحكماً لا نشعر أبداً بأي قلق ولا بأي خوف …رغم ظروف لبنان التي أحياناً لا تكون ملائمة أمنياً ولا حتى أحيانا لا تكون ملائمة فكريا.
لكن مع ذلك الشيخ فيصل كان دائماً يبث الطمأنينة كان يبث الشعور بالراحة. كان أحيانا لايستطيع الخروج من مقره ، أحيانا تكون الظروف الأمنية ضاغطة فأذهب اليه أزوره في مكتبه واخر مرة زرته في بيته كانت سنة 2010 وكان لا يستطيع الخروج بسبب الوضع الامني . الشيخ فيصل له أثار كثيرة من عرفه عن قرب أحبه. قد لا تعرف الرجل اذا نظرت اليه من بعد. لكن إذا عملت معه تشعر بالثقة والطمأنينة والمحبة والود فنسأل الله سبحانه وتعالى أن يتقبله في جنات النعيم وأن يخف على احبته وتلامذته خيرا.
لقد شعرنا في الإتحاد العالمي لعلماء المسلمين بفقد هذا الرجل ولتوليتي لرئاسة لجنة الفتوى فقد تمنيت وجود هذا الرجل لاننا كنا نعتمد عليه في كثير من القضايا بسبب تكوينه القضائي كان قريبا من العلم.كان يخرج القضايا الفقهية بخاصة تلك التي تقع في أوروبا كمسألة التفريق بين الرجل وزوجته في المحاكم ، هذه القضية لولا بحثه ما كانت لتحل .وعدة قضايا خاصة كنا نعمل معا.. وخصوصا السنتان الأخيرتان له في المجلس الأوروبي رحمة الله عليه فقد قام بأعمال جليلة وجزيلة وهو
كماقال الشاعر : أبا مالك سار الذي قد صنعتموا…وأنجد أقوام بذاك وأعرقوا
وهو كذلك ابو مالك .. وكلنا على الدرب كما قال صلى الله عليه وسلم : “لولا انه وعد حق وطريق مئتاء ؟لحزنا عليك يا ابراهيم “ وليس بمنجاة منه أحد
ونسأل الله سبحانه وتعالى أن يغفر لنا ذنوبنا وأن يلحقنا بالصالحين … وصلى الله على سيدنا محمد ومولانا محمد وعلى آله وصحبه وسلم…والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.