من وصلتهم رسالة الإسلام من الكتابيين
السؤال | |
سؤالي أيها الشيخ الفاضل عن المشركين وأهل الكتاب الذين وصلتهم رسالة الإسلام،
أو سمعوا بها ولم يؤمنوا بها، وكذلك الذين لم تصلهم ولم يسمعوا بها، وعن النصارى الموحدين، ولكنهم على دين عيسى -عليه السلام-، ما حكم كل أولئك؟ وهل هم من أهل الجنة أم النار، أفيدونا جزاكم الله خيراً. |
|
الجواب | |
يقول الله سبحانه وتعالى: “وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الإسْلامِ دِيناً فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ” [آل عمران:85] ،
والنبي – صلى الله عليه وسلم – يؤكد ذلك بأنه لا يسمع به يهودي ولا نصراني ثم لا يؤمن به إلا كان من أهل النار، انظر: ما رواه مسلم (153) من حديث أبي هريرة –رضي الله عنه- فمن بلغته الرسالة ولم يؤمن بها فهذا لا ينجو من الله -سبحانه وتعالى-، فهو من أهل النار؛ لأن الله سبحانه وتعالى يقول: “وَأُوحِيَ إِلَيَّ هَذَا الْقُرْآنُ لِأُنْذِرَكُمْ بِهِ وَمَنْ بَلَغَ” [الأنعام: من الآية19]، أي: ومن بلغه هذا القرآن فهو منذر به، فرسالة النبي – صلى الله عليه وسلم – ناسخة لكل الرسائل ولكل الرسالات التي سبقتها، فهو الخاتم وهو المهيمن أي: المؤتمن على الرسالات السماوية، فهذا هو الذي نؤمن به. بالطبع ترتب أحكام على هذا وتترتب علاقات على هذا لها أحكام أخرى وعلاقات، فيمكن للإنسان أن يقيم علاقات مع هؤلاء في الدنيا بحسب مصالح المسلمين ودرء المفاسد عنهم فهذا أمر آخر، أما الاعتقاد القلبي فكل صاحب عقيدة يعتقد أنه على الحق، فلا تكون العقيدة عقيدة إلا بهذا الاعتقاد، فنحن نعتقد اعتقاداً جازماً بأننا على الحق الذي لا يشوبه باطل ولا يعتريه وهم، بهذا يصح أن يكون الإيمان صحيحاً ويكون الإيمان ثابتاً، فمن لم تبلغه الرسالة فهذا يشبه أهل الفترة، وأهل الفترة اختلف العلماء فيهم على قولين: القول الأول: يقول إنهم يعاقبون فيما يتعلق بالعقائد، ولا يعاقبون فيما يتعلق بالفروع، وهذا القول ذكر بعض العلماء عليه الإجماع كالقرافي، وقال صاحب مراقي السعود: ذو فترة في الفرع لا يراع ***وفي الأصول بينهم نزاع لأنه ليس مطالباً بفروع الشريعة، وإنما بالنسبة لأصول الشريعة وهي الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسوله واليوم الآخر فاختلف العلماء بشأنه، فيشبه من كان في جزيرة ولم يعلم برسالة النبي – صلى الله عليه وسلم – ولم تصله هذه الرسالة يشبه أن يكون كهؤلاء، وقد يبعث يوم القيامة فيعرض عليه، كما جاء في أحاديث ذكرها ابن كثير أيضاً، فالمسألة فيها تفصيل ذكره العلماء – رحمهم الله تعالى – |