دعا إلى حل مشكلة الفقر واحترام التنوع الحضاري والديني والثقافي
العلامة إبن بيه: محاربة «الإرهاب» تتطلب استراتيجية متكاملة ونشر ثقافة التسامح
طالب بن محفوظ ـ جدة
أكد نائب رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الدكتور عبدالله بن بيه أن الحلول التي يمكن اقتراحها لمعالجة الإرهاب متعددة ويمكن أن تمثل إستراتيجية متعددة الأوجه ترتكز على إجراءات أمنية وثقافية ونفسية بالإضافة إلى الوسائل السياسية والاقتصادية حتى الإعلامية،
وقال: يمكن أن نحدد مجموعة من الضوابط للمشروع الإسلامي المقترح لمحاربة الإرهاب تتلخص في عدة نقاط أهمها: تحديد مفهوم الإرهاب والسلوك الإرهابي والتمييز بين الدفاع عن الأرض والعرض، وإبراز ثقافة التسامح الإسلامية وتصحيح المفاهيم المغلوطة في المنظومة المعرفية والتربوية، خاصة مفهوم الجهاد، حتى لا يختلط بمفهوم الإرهاب، والتأكيد على الشفافية في قضية الاتهام الموجه إلى الأفراد أو الدول واحترام حقوق الإنسان وسيادة الدول في هذا المجال لتكون الحرب على الإرهاب أكثر فاعلية، ومعالجة مشكلة الفقر واحترام حقوق الدول الفقيرة في النمو الذاتي، واحترام التنوع الحضاري والديني والثقافي للبشرية باعتباره عامل إثراء وانسجام وليس عامل تصادم وتباين، وتبرئة كل الديانات من وصمة الإرهاب وفي طليعتها الدين الإسلامي، والدعوة إلى حوار حضاري معمق، وضرورة معالجة الظلم في العالم، خاصة الظلم المسلط على الفلسطينيين، وتحديد الإصلاح المنشود دولياً ومحلياً و أن يكون إصلاحاً شاملاً، وإيجاد آليات تعاون أمني تنساب فيها المعلومات بشكل متبادل بين الدول.
وحدد بن بيه أسباب تفشي الإرهاب بقوله: الدلالة اللفظية لهذا المصطلح في الآيات القرآنية أن كلمة (رهب) وما اشتق منها من تعاريف وردت في القرآن في اثني عشر موضعاً كانت في معظمها تتعلق بالخوف والرهبة من الباري جلت قدرته، وإن كانت آية الأنفال المتعلقة بإعداد القوة لإرهاب العدو قد توحي بظلال قد يخالها بعضهم ذات صلة بالإرهاب المعاصر، إلا أن الأمر عند التأمل الواعي يدل على خلاف ذلك، لأن الإرهاب في سورة الأنفال هو من قبيل الردع أو ما يعرف في العصر الحديث بإستراتيجية التهيؤ بالقوة لحماية السلام، بالإضافة إلى أنه خطاب موجه إلى الدولة المسلمة وليس للأفراد أو الجماعات، أما مصطلح (الإرهاب) المتداول اليوم فينبغي البحث عن تعريفه انطلاقا من مصدره الأصلي الغربي على وجه الخصوص، وذلك أن مصطلح الإرهاب: terrorisme أول ما ظهر في ملحق الأكاديمية الفرنسية سنة 1798م لوصف حكومة الثورة الفرنسية التي كانت ترهب الشعب باسم الحرية والثورة، فكان الإرهاب وصفا لنظام حكم إلا أنه منذ نهاية القرن الثامن عشر أصبح المصطلح يتعلق بعنف صادر عن أفراد وجماعات خارجة على القانون، وقد عُرِّف دولياً للمرة الأولى في عصبة الأمم سنة 1934م بأنه عمل إجرامي يهدف إلى إثارة الرعب والخوف.