بيان معالي العلامة عبدالله بن بيه حول الاعمال الإجرامية الأخيرة في موريتانيا

بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله

والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله وصحبه

لقد كان للحادث الذي وقع في 24 دجنبر الجاري شرق مدينة الآق والذي ذهب ضحيته أربعة فرنسيين أبرياء دخلوا بلادنا بشكل نظامي وقانوني حباً لأهلها ولأرضها وقع مؤلم ومؤسف لكثير من الموريتانيين في داخل موريتانيا وخارجها ولقد كان حادثاً مفاجئاً ليس للموريتانيين فقط ولكن لكل من عرف موريتانيا.

ولقد كان الموريتانيون بعيدين عن العنف وعن استعمال السلاح لسببين:

أولهما: فقه الموريتانيين في دين الإسلام دين السماحة والتسامح دين المسالمة والسلام.

ثانيهما: تلك البيئة الموريتانية المفتوحة والمتواصلة التي تجعل الفرد يخجل وتخجل أسرته وقبيلته من أن توصم بأن أحد أفرادها يرتكب جريمة -هذا من الناحية السيسولوجية-. إن ارتكاب هذا العمل أولاً مخالف لتعاليم دين الإسلام السمحة التي تحرم قتل النفس البشرية و لأن إزهاق الأنفس البرية جاء في شهر ذي الحجة الحرام والمسلمون يصدرون عن الحج.

وإعلان الحرب على الناس بدعوى الجهاد الزائف أمر لا يقره دين ولا عقل وهو تشويه للإسلام الحنيف وصد عن سبيله. وتشويه لمفهوم الجهاد الشريف وتحويله إلى مفهوم عصابات الجريمة المنظمة والاغتيالات والإفساد في الأرض.

ثانياً: أنه منابذ لمصالح البلاد والعباد ففي الوقت الذي تحاول موريتانيا حكومة وأحزاباً وشعباً أن توفر العيش الكريم لمواطنيها وفي الوقت الذي يتضامن العالم فيه بشكل رائع مع شعبنا ليقدم له المساعدة والعون لينهض من وهدة التخلف كما شهد له اجتماع نادي باريس.

وفي الوقت الذي ينعم فيه البلد بحرية غير مسبوقة لتقديم الأفكار والتعبير عن الرأي وممارسة الدعوة. تقوم عصابة جهلت أمر دينها وخرجت على قيم شعبها وتجافت عن مصالح بلدها ولم تكترث للعواقب الوخيمة لعملها والمئالات السيئة لتصرفاتها وهي مئالات ليس أقلها زرع الخوف في النفوس وإتاحة الفرصة للتدخل الأجنبي وتشويه سمعة البلد وهروب الاستثمارات التي من شروطها الأمن والسلم المدني بارتكاب هذه الجريمة النكراء.

إن على الجميع في هذا البلد قيادة وأحزاباً وشعباً أن يعبئوا أنفسهم لمحاربة هذا الخلل الفكري. وعلى العلماء والفقهاء بالخصوص أن يظهروا عوار هذا الفكر المنحرف الذي يحاول أن يزج بالبلاد في أقبية الفتنة المظلمة ويفرض على الأمة الخوف والقلق وعدم الاستقرار نسأله سبحانه وتعالى أن يكفينا ويكفي بلدنا وبلاد المسلمين والبشرية شر الفتن.

إن هذا التصرف بعيد عن الروح الموريتانية المتسامحة عبر التاريخ وبعيد عن فقه الموريتانيين في دينهم.

فعلى الموريتانيين جميعاً في الداخل والخارج أن ينددوا بهذه الجريمة قولاً وعملاً وأن يبصروا أبناءهم بخطورة هذه الأفكار الوافدة الدخيلة التي لا سند لها في ديننا ولا في قيمنا وضد مصلحة شعبنا وأمتنا.

 

عبدالله بن الشيخ المحفوظ بن بيه

رئيس المركز العالمي للتجديد و الترشيد

Comments are closed.