مشاركة المسلمين في العمل السياسي بالغرب ليست ولاء للكفر بل هي ضرورة مجتمعية
لطفي عبداللطيف- الرياض
أكد الشيخ الفقيه عبدالله المحفوظ بن بيه ان مشاركة المسلمين الذين يعيشون في الغرب في العمل السياسي هناك سواء بالترشيح او الانتخاب لا تعني بأي حال من الاحوال ولاء للكفر, ولا خروجا عن الاسلام, بل هي مشاركة تقتضيها ظروف وجودهم في هذه البلاد, وحق من حقوق المواطنة المشروعة لهم, وهذا لا شيء فيه, وهناك احداث في السيرة النبوية تؤكد ذلك, وجائزية هذه المشاركة السياسية تنعكس حتما على مصالح المسلمين, وحتى لا يعزل المسلمون انفسهم في هذه المجتمعات, واجاز الشيخ بن بيه على المسلمين في الغرب العمل ضمن الاحزاب السياسية القائمة وفق مصالحهم, ولا يعني ان قادة هذه الاحزاب وغير المسلمين, لان اغلبية هذه المجتمعات غير مسلمة, والاقلية مسلمة, ولكن لها مصالح وقضايا.
وقال الشيخ عبدالله بن بيه إن الشباب المسلم في الغرب يواجه تحديات كبيرة, وان مستقبل هذا التحدي هو الذي سيشكل مصير الاسلام والمسلمين في ديار الغرب, لان الشباب اذا خرجوا عن انتمائهم الاسلامي وتركوا الاسلام بالكلية فهذا يعني ان الاسلام لن يكون له وجود, وان المسلمين سيذوبون في المجتمع الغربي وعلى العكس من ذلك لو تمسك الشباب بالاسلام ستكون البشرى والبشارة. وقال الشيخ بن بية ان الحديث عن قضية حق الاقليات قضية زائفة والخلاف في المصطلح هو خلاف ما ينبغي ان يكون, وان فقه الاقليات ليس فقها خارجا عن الفقه الاسلامي, فهو جزء من هذا الفقه ويرتكز على الكتاب والسنة والاجماع والقياس والاصول الاربعة, والتي هي اصول الشريعة, وان المسلمين في الغرب لهم مشكلاتهم واوضاعاهم المشقة وهذه المشقة تدور بين الضرورة الفقهية الشديدة وبين الحاجة, ومن ثم فلا بد من معالجة قضاياهم وفق فقه (مقاصد التيسير) وهذا لا يعني وجود فقه جديد بل يعني النظر لظروف الواقع.
وقال الشيخ بن بيه: ان الواقع والأقضية التي تحدث للمسلمين في الغرب هي التي تجعلنا نتحدث عن (فقه الاقليات) والمجلس الاوروبي للافتاء هو مجلس رابطة علماء ودعاة وفقهاء ويلتزم بأصول الشرع وهو يفتي في قضايا الاقلية المسلمة في الغرب .