قبول معلم القرآن للهدايا!
السؤال | |
لدي أخت تعمل في مجال الدعوة، وبالأخص في تعليم التجويد وتصحيح التلاوة،
لكنها تقيم في بلد عربي يظهرون الجميل لأي مدرس، ويعتبرون أنها أفضل من كل المعلمين؛ لأنها تعطيهم علمًا للآخرة، وفي يوم أقيم فيه حفل تكريم قدموا لها هدية فرفضت وبشدة قاسية، فهل هي على صواب في تصرفها؟ |
|
الجواب | |
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد…
فإن هذه الأخت يبدو أنها شديدة الورع، فقبول هذه الهدية التي تقدمها هيئة وليست من شخص معين أمر سائغ شرعاً؛ للحديث الصحيح: “إن أحق ما أخذتم عليه أجراً كتاب الله” صحيح البخاري (5737)، وهذا الحديث يستشهد به الأئمة الثلاثة مالك والشافعي وأحمد على جواز أخذ أجرة على تعليم القرآن. ومن المعلوم أنه ورد حديث يشدد في أخذ شيء على تعليم القرآن، وأصرح شيء ورد في التحريم حديث أبي بن كعب -رضي الله عنه- قال: “علَّمت رجلاً القرآن، فأهدى إليَّ قوساً، فذكرت ذلك لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقال: “إن أخذتها أخذت قوساً من نار”. فرددتها. رواه ابن ماجه (2158)، وقال عنه البيهقي وابن عبد البر: منقطع. وخالفهم بعض الحفاظ، ولكن الحديث فيه مقال، وقد صرح العلماء بأنه إما أن يكون منسوخا، أو يكون مؤولاً باعتبار أن هذا الرجل لم يكن له معلم، وإن كان كذلك فهذا من باب فرض العين، وليس من باب فرض الكفاية. ومما يؤيد هذا ما ورد أن النبي -صلى الله عليه وسلم- أعطى لعمر –رضي الله عنه- وقال له: “ما آتاك الله من هذا المال من غير مسألة ولا إشراف فخذه” صحيح البخاري (1473)، وصحيح مسلم (1045)، وسنن النسائي (2605) وفي الحديث: “تهادوا تحابوا” أخرجه البخاري في الأدب المفرد (594)، وأبو يعلى (6013)، والبيهقي في الشعب (8693) أي إن الهدية تؤدي إلى المحبة؛ ولهذا فإننا نرى أنه قد يكون من الأفضل أن تقبل هذه الهدية، ويمكنها أن تتصدق بها إذا كان في نفسها شيء منها، وعليها أن تعامل زميلاتها بلطف، فالدين يحث على الرفق وعلى حسن الخلق ولا يحث على الغلظة. وجزاها الله خيراً لورعها ولخوفها من أن تقع في الشبهات، لكن مع ذلك عليها أن تكون متبصرة في أمر دينها. والله أعلم. |
|