لماذا نرى عنفا شديدا في العالم الاسلامي اليوم؟
جواب فضيلة العلامة الشيخ بن بيه(رئيس منتدى تعزيز السلم) لقناة CNN :
– هذا السؤال أعتقد أنه السؤال الذي يطرحه جميع الناس، تطرحه الصحافة ويطرحه الساسة، وتطرحه المنظمات الدولية، وأعتقد أن كل شخص، وكل فئة لها جواب.
قد يكون هذا الجواب يرجع إلى خلفية تاريخية، وقد يكون راجعا إلى مصالح ظرفية، وقد يكون راجعا إلى تفسير ديني. ولهذا فإن الجواب الذي سأقدمه هو رأيي في المسألة، وهو أن العالم الإسلامي يشهد عنفا شديدا، وهو في كثير من الأحيان عنف أعمى، بمعنى أنه لا يميز كثيرا – بين الأعداء والأصدقاء، لا يميز بين الناس.
إن سؤالكم سؤال معقد، وبالتالي الجواب عليه سيكون معقدا ليس بسيطا.
فأوضاع العالم الإسلامي، وهو عالم مر بمراحل متعددة من التاريخ، شهد فيها وضعا مهيمنا، ثم وضعا شبه مستقر، ثم وضعا يمكن أن نقول منحطا، بسبب ظروفه وبسب الحروب الداخلية والخارجية، هو عالم أيضا يشهد فقرا، ويشهد تخلفا في المجالات الاقتصادية والصناعية، وحتى العلمية والعقلية. هو عالم يشهد اختلافات فكرية أحيانا تكون عميقة، و يشهد أيضا أنظمة حكم قد لا تكون مطابقة لأنظمة الحكم التي نشهدها في أوربا، والتي استقر عليها النظام الغربي، وتهب إليه أيضا رياح من الغرب تقدم له بديلا فكريا.
كل هذه الصورة المركبة أوصلته إلى هذه الحالة، ففيها مظلوميات تاريخية، فيها فقر وبطالة، فيها حالة سياسية واجتماعية، فيها عنصر ديني متطرف.
لعل السؤال الذي يوجه إلي يتعلق بالعنصر الأخير، وهو العنصر الديني المتطرف، العناصر الأخرى هي تشكل الأساس لهذه الحالة المثيرة أو الثائرة، ومع ذلك لا يمكن لرجل الدين أن يجيب على الكل أو يقدم حلا لكل المشكلات. قد يحاول أن يقدم حلا للمشكلة الفكرية، أن يعالجها رغما من تعقيدها وعلاقتها بالمشكلات الأخرى ليقنع هؤلاء الذين يثيرون العنف بأن منهجهم ورؤيتهم ليست صحيحة من وجهة نظر الدين، وليقنع الآخرين أيضا الذين ينظرون إلى الدين الإسلامي بنظرة إجمالية وعامة ويحاولون أن يلصقوا التهمة بكل الدين الإسلامي، أن يقنعهم بأن هؤلاء، وهذا السلوك لا يمثل الدين الإسلامي.
وأنا أشكرك عندما قلت في المقدمة بأنك تريدين تقديم الإسلام الصحيح لأولئك الذين يجهلون الإسلام.
أنا أشعر بأن الشعوب في أمريكا، الشعب في أمريكا يحتاج بأن يقدم له الدين الإسلامي، نحن لا نقدمه مجاملة، بل نقدم ما نعتقد أنه الدين الإسلامي، كما نقدم هناك نقدمه هنا، لا فرق. هذه هي رؤية العلماء، بل كثير من العلماء حتى أكون منصفا، ورؤية كثير من الشعب العادي، رغم ارتفاع صوت العنف وطغيانه على صوت الاعتدال، وطغيان مبررات العنف على مبررات السلام، رغم كل ذلك، فإن ما نقوله نرى أنه يمثل الإسلام، وجمعنا له العلماء، ونجمعهم له لنوضحه للناس هنا في الداخل، وللعالم كله أيضا في الخارج .