أصبح للتعصب والشحن الطائفي ممارسات عمومية مع نشاط وسائل التواصل الاجتماعي ما الجديد في هذه الظاهرة؟
س: أصبح للتعصب والشحن الطائفي ممارسات عمومية مع نشاط وسائل التواصل الاجتماعي ما الجديد في هذه الظاهرة؟
جواب العلامة عبدالله بن الشيخ المحفوظ بن بيه
إن الطّائفة التي هي ترجمة عن المذهب كانت دائما موجودة فهي أمر طبعي، تعيش معه الأمم بل قد يكون أحيانا مصدرا للثراء وسببا للتنافس الشريف ولتعدد وتنوع الآراء المقبول، لكن عندما تتحول المذهبية إلى بغي وإقصاء وإفناء للآخر فإنها حينئذ تكون غير محمودة وقد تكون مشمولة بقوله تعالى (فما اختلفوا إلا من بعد ما جاءهم العلم بغيا بينهم)، الاختلاف إذا أدى إلى البغي يكون مذموما، والبغي في حقيقته هو الاستطالة على الآخر وإنكار حقوقه بسبب الكبر الذي وصفه النبي صلى الله عليه وسلم بأنه “بطر الحق وغمط الناس”، أي جحد الحق واحتقار الناس.
فالطائفية المقيتة ناشئة عن البغي وعن الكبر وعن الأمل الزائف بالانتصار الحاسم والنهائي على الخصم والذي يغذيه ما يصفه البعض بالوعد الإلهي، والحقيقة أن هذه الأوهام وسيطرة عقلية الغلبة وتنازع البقاء لن تؤدي إلا إلى زيادة الاحتراب الداخلي في شكله الذي نراه الآن من فتنة طائفية، تصطدم بموقف الإسلام الواضح (لا ترجعوا بعدي كفارا يضرب بعضكم أعناق بعض).
فلا بد لمن يعالج الوضع بالعودة إلى العقل وتحكيمه وتنمية أخلاق التواضع لنتعايش فلا يهلك الجميع وتضيع الأرض والعرض.