منتدى تعزيز السلم: تفجير مكة المكرمة انتهاك للحرمات الثلاث
أبوظبي في 26 يونيو / وام / دعا معالي الشيخ عبدالله بن بيه رئيس منتدى تعزيز السلم في المجتمعات المسلمة العلماء والمفكرين ومختلف أطياف النخب وعموم الناسفي الديار المسلمة، إلى الوقوف بحزم ويقين وعزم لا يفتر أو يلين في وجه النهج المنحرف والفكر الضال، الذي تمادى بغيه وجهالته، وتجاوز كل حدود اللبْس والإشكالات أو الخطل في التأويل والتعليل، وطعن روح الأمة بنصال الحقد الأسود والكراهية العمياء، مؤكدا أنه آن للعقلاء والحكماء أن يقولوا كلمتهم، ويقوموا بدورهم المنوط بهم شرعاً وعرفاً أخلاقياً وإنسانياً.
جاء ذلك في بيان صادر عن منتدى تعزيز السلم في المجتمعات المسلمة ومقره الرئيسي في أبوظبي على أثر تداعيات العنف والإرهاب، التي راحت في الآونة الآخيرة تضرب قلب الأمة وروح إيمانها خبط عشواء، حيث طالت سهام الغدر للمرة الثانية بعد مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم، خير بقاع الأرض، حرم الله ، وقبلة المسلمين، البيت العتيق، مكة المكرمة.
واعتبر ابن بيه أن الإرهابيين بقتلهم النفس التي حرم الله في شهر رمضان وفي الحرم المكي الشريف ينتهكون حرمة المكان وحرمة الزمان وحرمة الإنسان، فيكشفون عن جهلهم ويظهرون زيغ منهجهم.
وأكد أن بشاعة الجريمة النكراء تستدعي من العلماء والمفكرين وقفات تاريخية مشهودة على أربعة مستويات؛ أولاً وقفة تضامن وتأييد من كافة المسلمين؛ آداءً لواجبهم الديني ووفاءً للأخوة الإيمانية، مع خادم الحرمين الشريفين وحكومته وشعب المملكة المباركة، التي شرفها الله بخدمة الحرمين الشريفين وثانياً وقفة استشعار للمسؤولية واضطلاع بالواجب، حيث يتعين على الجميع أفراداً ومؤسسات، كل من موقعه، وبما أوتي من وسعه، أن يبذل الغالي والنفيس لإجهاض هذا المشروع الجنوني، والتصدي لمخططاته الإجرامية.
واشار في هذا الصدد إلى أنه يتعين على المجتمعات المسلمة؛ بكل مؤسسات التنشئة فيها، بدءاً بالأسرة والمدرسة، أن تقوم قومة صادقة؛ لحماية الوطن والأنفس والدماء والأموال، وتعليم الأبناء ورعايتهم وتحصينهم ضد دواعي العنف والغلو أو التطرف.
وقال إن المستوى الثالث هو وقفة بلاغ وبيان، حيث جدد معالي الشيخ ابن بيه دعوة جميع العلماء والمرجعيات الدينية للاتحاد والقيام بواجب البيان والنصح للأمة، الذي أنيط بهم تشريفاً وتكليفاً، إذ لا بُدَّ من تنسيق الجهود وتوحيد الصفوف من خلال العمل المشترك، وصناعة جبهة فكرية تتصدى للفكر المأزوم وخطاب العنف الذي يولده بالتفكيك، وتصحيح المفاهيم والأخلال المنهجية مفهوماً مفهوماً وخللاً خللاً؛ بكل صرامة شرعية ودقة علمية؛ بعيداً عن أسلوب التعويم، الذي يقتصر على التنديد والإدانة لأن التطورات الأخيرة في طبيعة الجريمة الإرهابية واتساع مداها وتنوع وسائلها وخطورة أهدافها، تفرض على العلماء تطوراً موازياً ومتكافئاً على مستوى المجابهة الفكرية ..أما المستوى الرابع فهو وقفة شكر ودعاء لرجال الأمن، الذين لولا جهودهم المباركة وتضحايتهم الجليلة لكانت النتائج لا سمح الله وخيمة، فحق لهم الشكر والدعاء من كل مسلم حريص على مقدساته.