معان إيمانية في ذكرى الهجرة النبوية الشريفة – العلامة عبدالله بن بيه
الهجرة حدث كبير، فارق بين الظلام والنور، فارق بين الجاهلية و الإسلام، فارق بين الحق والباطل. فهي حدث كبير يمكن ان تستلهم منه كل الدروس. دروس الهداية ودروس الصبر ودروس الجهاد الحق الذي هو دفاع عن الحق والنفس و عن الدين وليس الجهاد الذين يقتل المسلمين والمسالمين.
الهجرة، هي هجرة القلوب و النفوس معرضة عن الباطل منتقلة إلى الحق.
هي هجرة الأبدان أيضا من مكان تسام فيه الخسف وتمنع فيه من دينها الى مكان آمن ، وهي نقلة عن الأهل والأقارب من أجل الخير ومن أجل العمل الصالح . كل تلك الدروس تستفاد من الهجرة.
النبي صلى الله عليه وسلم يقول : (لا الهجرة بعد الفتح ولكن جهاد ونية واذا استنفرتم فانفروا) ، ولكنه أيصا عليه السلام يقول: (المهاجر من هجر مانهى الله عنه).
اذا فالهجرة لها معانٍ متعددة و النبي صلى الله عليه وسلم أطلعنا على تلك المعاني. فليست هي فقط الهجرة من مكة للمدينة للالتحاق بالنبي صلى الله عليه وسلم وهذه بلاشك هي أفضل الهجرات. ولكن هناك هجرات أخرى:
يمكن للمرإ أن يهاجر وهو في بيته بأن يهجر ما نهى الله عنه. فإذا فهمنا كل هذه المعاني وفهمنا أن الهجرة هي انتقال من حال الى حال ومن مكان إلى مكان هنا تتسع معانٍ الهجرة ويمكن للمؤمن أن يجتهد في هذه المعاني. فمثلا قد يكون بلد متخلف تكون هجرته بأن يصلح حاله ليكون بلدامتطورا هذه نوع من الهجرة، قد يكون المؤمن مقيما في بلد ترتكب فيه المعاصي فيهاجر إلى بلد لا ترتكب فيه. أو يهاجر بقلبه ونفسه عن ارتكاب المعاصي ، هي هجرة تشمل الفرد والجماعة .
*ملاحظة : هذا النص هو تفريغ لحوار مرئي للتلفزيون الماليزي مع تصرف بسيط.