العلامة عبدالله بن بيه يتحدث في مؤتمر مركز الملك عبدالله للحوار في النمسا
جدد الشيخ عبد الله بن بيه رئيس مجلس الإمارات للإفتاء الشرعي، رئيسِ “منتدى تعزيز السلم”، التأكيد على “ضرورة القيام بمراجعة فكرية لمبدأ حرية التعبير بشكل معقلن ينظر إلى التأثير الميداني له ويربط بين مبدأ حرية التعبير، الذي غدا مبدأ مقدسا في الحضارة المعاصرة، وبين مبدأ المسؤولية عن نتائج التعبير”، مبيناً أنه “من الملائم العمل على قوانين تحمي الأفراد والمجتمعات من (آفات) خطاب الكراهية، وأن تكون القوانين المتعلقة ناشئة لمعالجة البيئة التي تراد لها، وليست مستنسخة عن أوضاع أخرى تلغي الخصوصيات والتفاوت بين المجتمعات وتغفل التراكمات التاريخية والمجتمعية”.
وانطلقت اليوم بالعاصمة النمساوية فيينا أعمال لقاء دولي هام نظمه مركز الملك عبد الله بن عبد العزيز العالمي للحوار بين أتباع الأديان والثقافات، حول موضوع “دور الدين والإعلام والسياسات في مناهضة خطاب الكراهية”.
وشهد الافتتاح حضورا بارزا للشيخ بن بيه، الذي ألقى كلمة بالمناسبة، ونوه بالجهود المحمودة التي تبذلها دولة الإمارات العربية المتحدة في تعزيز روح الأخوة والتفاهم والتعايش السعيد بين أبناء العائلة الإنسانية، حيث قال: إننا “في دولة الإمارات العربية المتحدة نسعى إلى نشر ثقافة السلام والتعايش عن طريق رسم سياسات تمزج بين الواقعية ومراعاة خصوصية السياق المحلي”. كما أبرز الشيخ بن بيه “جهود (منتدى تعزيز السلم) الذي يعتز بشراكته مع مركز الملك عبد الله الرائد والتي تجاوزت التأصيل الفكري إلى التنزيل الميداني في إطار التّعاون على الخير وجهود المصالحة وإحلال السلام”.
وحث الشيخ بن بيه، على مزيد من التعاون بين أديان العائلة الإبراهيمية وبين المؤمنين بالسلام، مؤكداً “كلما تأملنا الأزمات التي تهدد الإنسانية ازددنا اقتناعاً بضرورة التعاون بين أهل الأديان واستعجاليته، وأن واجب رجال الدين في الأزمات، هو إطفاء الحريق في القلوب والنفوس، وهو ما يوجب التكامل بين جهود رجال الدين والتدابير الاقتصادية والسياسية للحكومات والتي من شأنها أن توجد بيئة السلم والوئام في المجتمعات”.
ويذكر أن هذا اللقاء حضره أكثر من 200 شخصية عالمية ومحلية على رأسهم الأمير عبد الله بن خالد بن سلطان سفير خادم الحرمين الشريفين لدى النمسا، والرئيس النمساوي السابق الدكتور هينز فيشر، والدكتور شوقي علام مفتي مصر، وآدم ديانغ الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة المعني بمنع الإبادة الجماعية.. كما ضم اللقاء عددا كبيرا من القيادات والمؤسسات الدينية وصانعي السياسات والجهات الفاعلة الحكومية وممثلي المنظمات الدولية والمجتمع المدني والإعلاميين والتربويين وممارسي الحوار، مؤسسات القيم الدينية والإنسانية ونشطاء في وسائل التواصل الاجتماعي، وخبراء في السياسات من المنظمات الدولية والأهلية.