التصور الإسلامي للتعامل مع الأوبئة
*التصور الاسلامي للتعامل مع الأوبئة – العلامة عبدالله بن بيه
في هذا الوقت الذي اجتاح العالم فيه وباء كوفيد-19 #كورونا وتستنفر الجهود لمواجهته نود أن نؤكد على التصور الإسلامي الصحيح في مواجهة الأوبئة.
إن إيماننا بأن هذه الأوبئة مقادير من عند الله، لا ينافي السعي إلى معالجتها والبحث عن التدابير الدنيوية من نتائج العقول وتجارب البشرية، فمكافحة الأوبئة هي من جنس مكافحة كل ما يؤذي الإنسان كالسباع الضّارية والهوامّ السامة التي يشترك فيها المؤمنون وغيرالمؤمنين.
فالكفاح من قدر الله، كما قال سيدنا عمر رضي الله عنه : “نفر من قدر الله إلى قدر الله” . فهذا هو المنطق الصحيح في الإسلام فالتوكل لاينافي العمل، إذ إن التوكل حالة قلبية وترك العمل هو إساءة للأدب مع الله كما يقول أهل التزكية، وترك العمل مخالف للسنّة الكونية وللسنة التشريعية لقول النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح “تداووا يا عباد الله”. فهدا مايجب أن يفهمه الجميع وأن يتصرفوا طبقا له.
إن أفضل المتوكلين عليه الصلاة والسلام كان يتعالج ويعالج، فكل جهد للوقاية والعلاج مطلوب ومرغوب، فهي تدابير أظهرت نجاعتها التجربةالعلمية وتزكيها النصوص الشرعية، وهي مقتضى مقاصد الشريعة وقواعدها.
وندعو جميع المسلمين للابتهال والتضرع إلى الله تعالى بالدعاء ليرفع البلاء وننصح بكثرة الاستغفار فإن الاستغفار يرفع البلاء ويزيد القوةومنها المناعة، كما في قوله تعالى حكاية عن هود على نبينا وعليه الصلاة والسلام: (ويا قومي استغفروا ربّكم ثم توبوا إليه يرسل السماءعليكم مدرارا ويزدكم قوة إلى قوتكم) (سورة هود ، آية 52)، وننصح بالحسبلة ، فإن الله عز وجل قال” وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل فانقلبوا بنعمة من الله وفضل لم يمسسهم سوء”.
..
*هذا النص تم تفريغه من كلمة العلامة عبدالله بن بيه في اجتماع علماء الساحل