صحيفة الشرق الأوسط ||جدة: منال حميدان ||

ميزان الاعتدال

الدكتور عبد الله بن بيه وزير العدل والأوقاف الموريتاني الأسبق، والأستاذ في قسم الدراسات الإسلامية في جامعة الملك عبدالعزيز في جدة اعترض على الدعاء المطلق على غير المسلمين، وأكد على أن الشرع الإسلامي يأمرنا بمراعاة مآلات أفعالنا وأقوالنا وتصرفاتنا ومن جملتها الدعاء على المنابر، كما ينهانا عن ما من شأنه إثارة العداء والخصومة مع غير المسلمين.

واستشهد بالنهي عن سب الصنم عند وأمام من يثيره ذلك ويستفزه، بالآية الكريمة التي «ولا تسبوا الذين يدعون من دون الله فيسبوا الله عدوا بغير علم كذلك زينا لكل أمة عملهم ثم إلى ربهم مرجعهم فينبئهم بما كانوا يعملون».

لكنه يؤكد في الوقت ذاته بأن دعاء المسلمين لأنفسهم، ودعاءهم على من يظلمهم ويضطهدهم من الموروث الإنساني المشترك بين كافة الأمم، إلا أن الأمر يحتاج إلى ميزان الاعتدال الذي لا يعمم ولا يسيء إلى الآخر ولا يستفزه، لكنه في نفس الوقت لا يستخذي ولا يخضع أمام من لا يراعي عهداً ولا ذمة، وهذا ما يجب أن يراعيه الأئمة والدعاة عندما يتسنمون ذرى المنابر، «فلا تأخذهم الحماسة والنشوة ليتجاوزوا إلى درجة الاعتداء في الدعاء، وهو ما يتنافى مع قيم التسامح والرحمة والعدالة والوسطية التي هي من صفات الدين الإسلامي».