تعليقا على ثورة تونس: بسط الحرية والعدل يجنب المسلمين الصراعات
الرياض/عبد الحي شاهين
وجه الشيخ الدكتور عبد الله بن بيه نائب رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، رسالة عاجلة إلى الحكام المسلمين والنخب الثقافية والعلمية وعامة المسلمين، بتجنيب العالم الإسلامي الصراعات والهزات مؤكدا ان المبدأ العام ليس هو الصراع وإنما الوئام وان الطريق الوحيد لإحداث هذا الوئام هو بسط الحرية وإشاعة العدل والإحسان بين المواطنين، مشيرا إلى ان ما حدث في تونس هو عبرة “لمن يعتبر”.
وثمن الشيخ بن بيه، عاليا الثورة التي قام بها الشعب التونسي في الأيام الأخيرة ودعاهم إلى التمسك بالوحدة واتفاق الكلمة وعدم التنازع حتى لا تذهب مكتسبات ثورتهم سدى، مؤكدا ثقته في حكمة التونسيين وقدرتهم على حل مشكلاتهم وتدبر الحلول المناسبة لها.
وذهب إلى ان التطورات السياسية في تونس كانت سريعة للغاية وقال ان هذه هي طبيعة الأحداث “تأتي فجأة وبغتة” لكنها مع ذلك – يقصد الحالة التونسية- كانت لها مقدماتها التي لاحظها المتتبعون لمسار الأحداث هناك، مثل التفشي الواضح للظلم ومغط الحقوق، واعتبر ان تراكم هذه المظالم هو ما أدى في النهاية إلى الانفجار السريع والكبير للأحداث في الشارع التونسي.
وقال نائب رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، ان بعض الحكام العرب جاءوا بدساتير غربية في بلاد المسلمين ولم يطبقوا حقيقة مفهوم التعاقد الاجتماعي الذي تقوم عليه هذه الدساتير وهذا – يواصل بن بيه- ما ولد حالة من التعارض والمفارقة بين ما هو موجود في الدساتير والواقع الذي يعيشه المواطن المسلم. وأكد بان ذلك كان سببا مباشرا في إيجاد حالة من الغبن الشديد والاحتقان في تلك المجتمعات الإسلامية التي قد تقود إلى “انفجارات” أخرى قادمة في المستقبل.
ومع تأكيده على انه يفهم ويقدر الظروف التي تحيط بالشباب المسلم ومدى الإحباط الذي يشعر به بعضهم من انعدام فرص العمل وضيق ذات اليد، إلا انه قال ان من واجبه التنبيه على ان الاحتجاج بإحراق النفس لا يجوز شرعا وليس مقبولا بأي حال من الأحوال، وانه يمكن اللجوء إلى أساليب أخرى غير قتل النفس، وجدد مرة أخرى تفهمه للوضع الاقتصادي المتردي الذي أوصل شابا لان يحرق نفسه لأنه لا يجد عملا، ويعاني من الغبن والظلم.