العلامة ابن بيه:حقوق الانسان لا تكفي ,لا بد من تفعيل القيم الكبرى في حياة البشرية
بتنظيم من كرسي الامير نايف للقيم الاخلاقية في جامعة الملك عبدالعزيز تحدث العلامة ابن بيه في محاضرته عن”القيم الأخلاقية وأثرها في الوحدة الوطنية والسلم الأهلي” قائلا ان “هذا الموضوع جاء في وقته وزمانه المناسب”. وقال الدكتور ابن بيه انه لا يجد كلمة مناسبة للتعبير عن وضع العالم العربي غير “وضع الجنون” .
الأخلاق والقيم
العلامة ابن بيه قال أن الأخلاق “تدل على الصفة النفسية والمظهر الخارجي” وأوضح أن ماسماه “القيم الأخلاقية الفطرية” هي قيم مشتركة بين جميع الناس، لا يختلف عليها حتى من لا يتخلق بها , مدللا على ذلك بأن” الكاذب لا يحب أن يكذب عليه أحد، والمخادع لا يقبل أن يخدعه أحد”. مما يدل على انها “قيم مشتركة في فطرة الإنسان وجبلته” حسب قوله .وفرق معالي الشيخ ابن بيه بين القيمة والخلق قائلا ” الفرق بين الأخلاق و القيَم أن الأخلاق تشمل الحسنة و السيئة أما القيَم فتختص بالحسنة “.وشدد العلامة ابن بيه في محاضرته على أهمية العناية بعلاج امراض القلوب بصفتها مثبطة ومفسدة للأخلاق” معللا ذلك بأن منبت الأخلاق وحديقتها التي تزرع فيها هي القلوب.
السلم الأهلي والتسامح
وفي المحور الثاني من كلمته عرف العلامة ابن بيه “السلم الاجتماعي” قائلا أنه “حالة يكون فيها المجتمع متواصلا ومتعاونا وجانحا للحوار وقبول الإختلاف” واستشهد بقول الفيلسوف سبينوزا “يحصل السلم عندما تتحد الأرواح” غير أنه أكد اننا في ديننا ماهوأبلغ وهو قوله صلى الله عليه و سلم: “مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم: مثل الجسد.” الحديث. كما قدم العلامة ابن بيه تعريفه “للتسامح ” قائلا انه “اتساع الصدر، و التماس العذر، و معرفةالنهي و الأمر”
القيم العالمية والجيل المسلم
ودعا الى أهمية التذكير بالقيم وان توضع عها في سياقها العالمي مع مراعات السياق المحلي لكل بلد . واكد الدكتور ابن بيه ان ” حقوق الانسان” لا تكفي “لأنها قيم محايدة” لا تتفاعل , متسائلا “فأين الرأفة والرحمة والتضامن ومساعدة المحتاج؟” مما يستدعي حسب الشيخ ابن بيه “تفعيل القيم الكبرى” أي الاخلاق الكريمة وانه لاغنى عنها للتعايش البشري. العلامة ابن بيه ختم محاضرته بالدعوة الى تكوين ” جيل صالحٍ في نفسه مُتصالحٍ مع غيره، جيلاً سَمحاً مُتسامحاً “