العلامة ابن بيه يثمن #التحالف_الإسلامي لمكافحة الإرهاب،ويدعو إلى تحالف عالمي لعلماء المسلمين ضد التطرف و التكفير.
طالب فضيلة الشيخ عبدالله بن بيه رئيس منتدى تعزيز السلم بضرورة تشكيل تحالف عالمي إسلامي لمكافحة التطرف والإرهاب، يضم العلماء وكل مؤسسات والمرجعيات الدينية في العالم، مطالباً بأن تتوحد فيه الجهود لفضح زيف الجماعات الإرهابية الإجرامية، ورد الناس إلى سبيل الهداية، في ظل الأحداث التي أرهقت الأمة ووضعتها في أزمة عالمية، وقتل بعضها بعضا .
وثمن فضيلته في حوار خص به «الاتحاد» التحالف الإسلامي العسكري الذي أعلن عنه في الرياض بالمملكة العربية السعودية، استجابة لإلحاح الوقت، مشيراً إلى أن التحالف العسكري يحتاج دعماً موازياً من خلال تحالف قوي بين علماء المسلمين، ومؤسسات المرجعيات الدينية، مهمته عولمة خطاب السلم من رحم الإسلام، وثقافة التسامح والوئام، لمواجهة الإرهاب الذي صار معولما عابرا للقارات، لأن المعولم لا يرده إلا معولم.
وشدد على أهمية أن يتولى تحالف العلماء المقترح إرساء القيم الإنسانية المشتركة، والبحث عن إطار تتحقق فيه هذه الغاية النبيلة التي تخدم الإنسان، أيا كان دينه وجنسه وعرقه ووطنه، وتوضع من خلالها مقاربة لإعادة برمجة العقول وتوجيه الإرادة إلى البناء بدل الهدم، والإيجاد بدل العدم، ومقارعة الحجة بالحجة.
وأوضح أنه لم يعد من المقبول في ظل الأوضاع التي يعرفها العالم عموماً من تسارع خطوات الإرهاب وخطاب العنف والكراهية، أن يبقى علماء المسلمين بمنأى عن الأحداث، أو أن تبقى خطواتهم أقل سرعة من خطوات أصحاب الفكر المأزوم، مضيفاً أن العلماء اليوم أمام منعطف خطير في تاريخ الأمة، وواجب الوقت أن تتضافر جهودهم العلمية وتتوحد موافقهم الفكرية، وتتعبأ طاقاتهم في صعيد واحد لصناعة تحالف يتصدى للفكر المأزوم الذي يسعى إلى سرقة وانتحال صفة الأمة، ويعالج أخلاله ويواجه ثقافته المرفوضة، ويفكك بنيته وينتج خطاب العقل مقابل خطاب الجنون، وخطاب الحكمة ضد خطاب التحريف والعبثية، ويقارع منهج التكفير الذي هو مفتاحُ الشرور ومدخل استباحة الدماء والأموال والأعراض، على أساس مقومات العيش الإنساني المشترك في العالم والإسهام في التنمية وتقوية تيار السلم العالمي.
ودعا فضيلته إلى ضرورة البدء في التنسيق لتشكيل هذا التحالف، وأن يضم مؤسسات المرجعيات الدينية الإسلامية الكبرى كهيئة كبار العلماء بالمملكة العربية السعودية، والأزهر الشريف بمصر، والمجلس العلمي الأعلى بالمملكة المغربية، وجامع الزيتونة وغيرها من المؤسسات لعقد تحالف وصناعة جبهة عالمية إسلامية لنشر ثقافة السلم والتصدي لثقافة العنف والتدمير وذلك استجابة للضرورة الملحة لاختراع آليات للتعاون على البقاء ومواجهة خطاب العبث والدمار الذي يرفضه كل دين وتنفر منه كل نفس سوية.
وأكد فضيلته أن تلك الجهود يجب أن تلتئم في أقرب وتحدد موعداً لاجتماع عاجل لعلماء المسلمين بجميع مذاهبهم ومختلف مرجعياتهم للبدء في خطوات تشكيل هذا التحالف لمواجهة الفكر المتطرف بالحجة، خاصة أن دور العلماء مواجهة الفكر المتطرف بالحجة والبرهان.
وقال: «إن ما تشهده الأمة اليوم بحاجة إلى حركة تصحيحية موحدة، قادرة على تغيير المضامين التي يطرحها الإرهاب، وكشف زيف أفكاره الهدامة، مشدداً أن علماء الأمة – إن حسنت نواياهم – قادرون على الرد بالحجة والبرهان، فنحن بحاجة إلى حركة كبرى لتنقيح الهوية الإسلامية من افتراءات الإرهاب، والحد من التكفير والتهجير والطائفية، وكل الأمراض التي سعى التشدد إلى نقلها لأمة الإسلام والسلام». وأكد فضيلته أن الأحداث المتسارعة التي يشهدها العالم الإسلامي لم تقابل بوقفة تناسبها في الحجم والتأثير من قبل أهل العلم، مضيفاً أن عدداً من العلماء المسلمين والمرجعيات لم يتمكنوا من ملاحقة تلك الأحداث ومواكبتها، فجاء الخطاب الديني مفتقراً إلى الحجة الدامغة والتأثير المناسب، ومن هنا علينا أن نبدأ في وضع جهودنا المتناثرة في إطار واحد قادر على مواجهة التحديات التي فرضها الإرهاب والتشدد على الأمة.
وشدد رئيس منتدى السلم الذي يتخذ من العاصمة أبوظبي مقراً له، أن دعاة القتال والتدمير والتهجير هم أعداء الأمة منذ عصوره الأولى، مضيفاً أن جهلاء الإرهاب يفتقدون أو يتجاهلون عمداً منهجيات استنباط الأحكام، ويستشهدون بآيات ونصوص تتفق مع أهوائهم، ليزجوا الدين الإسلامي في مواجهة مع العالم لتبرئته من شرور الإرهاب وأهله.