ارشيف ل May, 2019

كلمة في افتتاح مؤتمر قيمة الوسطية والاعتدال في نصوص الكتاب والسنّة

بسم الله الرحمن الرحيم

اللهم صلّ على سيدنا محمد وآله وصحبه وعلى جميع إخوانه من النبيين والمرسلين وسلم تسليما

صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل مستشار خادم الحرمين الشريفين وأمير منطقة مكة المكرمة، حفظه الله

صاحب السماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ

صاحب المعالي الشيخ الدكتور محمد بن عبد الكريم العيسى

أصحاب الفضيلة والسعادة والمعالي

أيها المشاركون كل باسمه وجميل وسمه،

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،

بداية يطيب لي أن أنوه بانعقاد هذا المؤتمر تحت رعاية كريمة من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز حفظه الله، وإشراف مباشر من أمير مكة المكرمة الأمير خالد الفيصل، في هذا الشهر المبارك عند بيت الله الحرام. وهو أمر ليس بغريب ولا جديد على هذا البلد الذي خصّه الله برعاية الحرمين الشريفين والعناية بحجاجه ومعتمريه من كل المذاهب الإسلامية والأعراق الإنسانية دون تفريق ولا تضييق.

أيها السادة، إن الوسطية هي ناموس الأكوان وقانون الأحكام، وهي ميزان الشّريعة الذي لا إفراط فيه ولا تفريط، ميزان ينبذ الغلو الذي هو: الخروج عن الاعتدال والتجاوز عن المعهود والمطلوب في الأقوال والأفعال.

ففي حديث ابن عباس رضي الله عنهما عنه عليه الصلاة والسلام:” إياكم والغلو في الدين؛ فإنما هلك من كان قبلكم بالغلو في الدين“.

ويرفض التنطع وهو: نوع من المبالغة والشدة والتجاوز عن حدود المطلوب. ففي حديث ابن مسعود: “هلك المتنطعون قالها ثلاثاً“.

ويذمّ التشدد وهو إظهار الشدّة في الدين، ففي حديث أنس:”لا تشددوا على أنفسكم فيشدد الله عليكم“.

وباختصار فإن ميزان الاعتدال الشرعي هو نقيض التطرّف، التطرفُ سواء كان فكرياً أو سلوكياً، مفهومٌ يختلف باختلاف الزمان والمكان والإنسان، ويمكن تعريفه بأنه: خروج على النظام العام فكرياً وسلوكياً، يحمل إمكانية التحريض على العنف أو الإخلال بالأمن.

والاعتدال يتجلى في الشريعة على كل المستويات والصعد، حيث يبدأ من مستوى المزاج الشخصي حتى يصل إلى مستوى صناعة الفتوى.

فالاعتدال هو التوازن الروحي والنفسي الذي علم الله عباده الصالحين، ((لكي لا تأسوا على ما فاتكم ولا تفرحوا بما آتاكم)،

الاعتدال هو القوام الذي يحقق التوازن في كل شيء، مثل التوازن بين الانفاق والادخار (والذين إذا أنفقوا لم يسرفوا ولم يقتروا وكان بين ذلك قواما)

الاعتدال هو السبيل الوسطى التي أمر الله بطلبها حتى في قراءة القرآن الكريم (ولا تجهر بصلاتك ولا تخافت بها وابتغ بين ذلك سبيلا)

إنّ ديناً يعتبر مجرّد التطويل في الصلاة فتنة وتنفيراً من الدين لحريٌّ أن يوصف بأنه دين الاعتدال، ففي الحديث الصحيح: “إنّ منكم مُنفّرين“. وقال عليه الصلاة والسلام لمعاذ: “أفتانٌ أنت يا معاذ“.

الاعتدال هو الوسطية  في الفتوى التي تعني الميزان والموازنة والتوازن بين الثبات والتغير، بين الحركة والسكون، هي التي تأخذ بالعزائم دون التجافي عن الرخص في مواطنها؛ وهي التي تطبق الثوابت دون إهمال للمتغيرات؛ تتعامل مع تحقيق المناط في الأشخاص والأنواع؛ تقيم وزناً للزمان ولا تحكِّمه في كل الأحيان؛ تفرق بين المتماثلات وتجمع بين المتباينات؛ إعمالاً للحاجات وللمصالح وعموم البلوى والغلبة وعسر الاحتراز؛ ونعني بالوسطية هنا المقارنة بين الكليّ والجزئيّ، والموازنة بين المقاصد والفروع، والربط الواصب بين النصوص وبين معتبرات المصالح في الفتاوى والآراء، فلا شطط ولا وكس.

الاعتدال هو الوسطية في التأويل وفي التعامل بين الظواهر والمقاصد كما يقول الشاطبي رحمه الله تعالى في تقسيمه للفرق بالنسبة لتعاملها مع النص إلى ثلاث فرق: فرقة عملت بالظاهر وزعمت أنه لا عبرة بالمعاني والمقاصد، وفرقة عملت بالباطن والمعاني وزعمت أنه لا متمسك بالظواهر فأحالت الشريعة إلى باطنية، وفرقة توسطت فحكّمت ظاهر النصوص وجمعت بين الظواهر والمعاني معطية للظواهر نصيبها وللمقاصد نصابها وهذا هو المسلك الصحيح والمنهج اللاحب الذي كان عليه السلف. فإن الصحابة عملوا بالظواهر وعللوا تأولوا ولكنهم لم يغولوا.

سأختم بثلاث كلمات لثلاثة من علماء الأمة الأقدمين:

الكلمة الأولى للتابعي الجليل الحسن البصري: “الدين واسطة بين الغلو والتقصير

والكلمة الثانية لابن عباد النفزي : ” ولا شيء أشدّ على النفس من متابعة الشرع، وهو التوسط في الأمور كلها، فهي أبداً متفلتة إلى أحد الطرفين لوجود هواها فيه“.

والكلمة الثالثة للإمام الشاطبي : “الشريعة جارية في التكليف بمقتضاها على الطريق الأوسط، الأعدل، الآخذ من الطرفين بقسط لا ميل فيه، الداخل تحت كسب العبد، من غير مشقة عليه، ولا انحلال، بل هو تكليف جار على موازنة تقتضي في جميع المكلفين غاية الاعتدال“.

وفي الختام إنّ الإسلام براء من كل تطرّف، مع أنّ التاريخ الإسلامي قد عرف غلاة ومتطرفين ومتنطعين، وكان من مآسيه في التاريخ حركات الخوارج والباطنية، وفي الزمن الحاضر حركات التكفير والعنف والشغب والقلق السياسي والاجتماعي.

إلا أنّ التيار الأعظم للأمّة ظل متمسكاً بالمنهج الوسط، الذي لا إفراط فيه ولا تفريط. وما فتئ العلماء بالمرصاد لكل غلوّ في الاعتقاد أو الأحكام العملية الفقهية لتصويب الخطأ وتوضيح الجادة، التي كان عليها سلف هذه الأمة.

كيف نترجم هذا الاعتدال وتلك الوسطية اليوم في حياة الناس ليعودوا إلى صوابهم، ليعودوا إلى كلمة سواء، إلى حد أدنى من الوئام، متحابين غير متنافرين ولا متنابذين.

إنها مهمة صعبة في جو ثقافة العنف المتبادل، والتطرف المقيت الذي أصاب الإنسانية جمعاء، والإعلام المجنون الذي يريق الزيت على نار الفتنة فلا تخبو نار حتى تشب أخرى؛  

ولهذا فإن ما يقوم به مؤتمرنا اليوم من توحيد خطاب الوسطية والاعتدال وتأصيله وتفصيله لإبراز زيف خطاب التطرف والكراهية وضعف مستنده ومخالفته لمنهج السلف وقانون المصالح المعتبرة، يعتبر بحق واجب الوقت، ولا غروَ أن تكون المملكة العربية السعودية هي القائد والرائد لهذه الجهود، فهي الراعية والمؤتمنة على الحرمين الشرفين مهد الرسالة ومهبط الوحي، وهي تجسّد الموقف الإسلامي المعتدل والوسطي، بقيادة خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين.

وفي الختام يسرني أن أحيي جهود رابطة العالم الإسلامي برئاسة معالي الشيخ الدكتور محمد بن عبد الكريم العيسى في نشر التأويل الصحيح والرواية الصحيحة للدين، المرتكزة على قيم الاعتدال والوسطية.

وأتمنى لمؤتمرنا هذا الذي جمع بين راهنية الموضوع وخصوصية الوضع، وبين شرف المكانة وقداسة المكان، النجاح والتوفيق.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

4

حكم قضاء الصلوات الفائتة – العلامة عبدالله بن بيه

كيف نستفيد من شهر رمضان؟ – برلين – ألمانيا

القمة العالمية 2 حول الدين والسلام والأمن – جنيف

خادم الحرمين الشريفين يستقبل العلامة عبدالله بن بيه

ملخص زيارة العلامة عبدالله بن بيه للمملكة العربية السعودية

رئيس وأعضاء #مجلس_الإمارات_للإفتاء يصلون جدة مساء الأمس في زيارة رسمية برئاسة معالي العلامة عبدالله بن بيه، وكان في استقبالهم في مطار الملك عبدالعزيز الدولي

معالي الشيخ د. #محمد_العيسى .

#خادم_الحرمين_الشريفين يستقبل معالي الشيخ عبدالله بن بيه رئيس #مجلس_الإمارات_للإفتاء وعدد من أعضاء المجلس، جرى خلال اللقاء استعراض أوجه التعاون بما يخدم العمل الإسلامي، ويسهم في نشر الوسطية والاعتدال. #السعودية #الإمارات

استقبل معالي الشيخ د.#محمد_العيسى أمين عام #رابطة_العالم_الإسلامي في مكتبه بمحافظة جدة رئيس مجلس الإفتاء بالإمارات العربية المتحدة معالي العلامة #عبد_الله_بن_بيه والوفد المرافق له من أعضاء المجلس . وقد بحث الجانبان عدداً من الموضوعات ذات الاهتمام المشترك.

الأمين العام لمنظمة #التعاون_الإسلامي، الدكتور يوسف العثيمين يستقبل العلامة عبدالله بن بيه رئيس #مجلس_الإمارات_للإفتاء والوفد المرافق له في مقر المنظمة في #جدة

الدين والسلام والأمن – كلمة العالمة عبدالله بن بيه في قمة الامم المتحدة – جنيف

بسم الله الرحمن الرحيم

اللهم صلّ على سيدنا محمد وآله وصحبه وعلى جميع إخوانه من النبيين والمرسلين وسلم تسليما

كلمة في افتتاح القمة العالمية الثانية

الدين والسلام والأمن

معالي العلامة عبد الله بن بيه

رئيس منتدى تعزيز السلم في المجتمعات المسلمة

رئيس مجلس الإمارات للإفتاء

 

أيها السادة والسيدات،

أيها المشاركون كل باسمه وجميل وسمه،

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،

Permettez-moi de remercier l’Association Internationale pour la Defense de la Liberté Religieuse et le Bureau de la prévention du génocide et de la responsabilité de protéger pour l’invitation à cette importante conference.

 

اسمحوا أولاً أن أشكر جمعية الدولية للدفاع عن الحرية الدينية، ومكتب الأمم المتحدة لمكافحة التطهير العرقي والحماية على الدعوة لهذا المؤتمر الهام.

 

إننا نجتمع اليوم للتفكير في التحديات التي تواجه حضارتنا الإنسانية المريضة، وهي تحدّيات يفرض إلحاحها وخطرها، على أطباء الحضارة من الفلاسفة ورجال الدين وأصحاب الفكر، المبادرة إلى الربط الدائم بين التفكير والفعل في آن واحد.

كلّ يوم تستيقظ البشرية على أنباء جريمة نكراء جديدة، بالأمس القريب شهد العالم مجزرة وحشية استهدفت مسجد النور في نيوزلندا، ثمّ تجدّدت الفجيعة بسلسلة تفجيرات شنيعة استهدفت دور العبادة في سيريلانكا، وقبل أشهر كان الدّور على معابد يَهوديّة في ولاية بنسلفانيا في الولايات المتحدة الأمريكية ليتلوه العمل المدان على الكنيس اليهودي في كاليفورنيا يوم أمس.

إنه الإرهاب العبثي  يكشف في كلّ مرة عن حقيقته الهمجية، تحت مسميات مختلفة، تارة كراهية الإسلام، وتارة أخرى كراهية المسيحيين، وأحيانا باسم معاداة اليهود، كل العائلة الإبراهيمية في ذلك سواء، ولكن الحقيقة التي تختفي وراء ذلك وتوحّد جميع الإرهابيين هي كراهية الإنسان، واستغلال الأديان.

أيها السادة إنّ الإرهاب يدعونا إلى اليأس بعضنا من بعض، وتجاهل المشتركات الكثيرة التي تجمعنا نحن أبناء البشر، من قيم الفضيلة والأخوة، إنّه يدعونا إلى تنازع البقاء الذي يؤدّي إلى الفناء، وإنّ أقوى ما نواجهه به أن نبقي جذوة الأمل حية في القلوب، وأن لا ندع مرض اليأس العضال يستولي على النفوس، وأن نعي أننا مثلُ ركاب  السفينة، تجمعنا وحدة المصير والمسار، فلا نجاة لبعضنا إلا بنجاة الجميع.

إن صبر أوروبا يختبر اليومَ، أمام السّفن التي تَمْخُر البِحار تحمل المئات من الجياع الذين طردتهم الحروب الغبيّة والإرهاب المجنون.

بروح التسامح التي تتجاوز منطق الاعتراف إلى أفق التعارف، تستقبل الإنسانية غدا مشرقا، يفتح فيه بعضها لبعض حضنه، ليرى كل واحد في الآخر أخا له، نظيرا له في الخلق وشريكا في الوطن، فلا يضيق به صدرا ولا أرضا، فما ضاقت بلاد بأهلها ولكن أخلاق الرجال تضيقُ.

إن واجبنا أن نحافظ على هذه الروح، روح التسامح المفعم بالأمل والإيمان، حتى أمام أحلك الأزمات، وتنامي حركات تبني فكرها على فرض التناقض بينها وبين الغير، وتدعوا إلى المفاصلة الدينية وصدام الحضارات، وكذلك بروز الخطابات الإقصائية ذات النبرة العالية والتعابير الساخطة. كل هذا المشهد المتغيّر الحالك لا يمكن أن ينسينا الجانب المضيء، حيث لم تزل غالبية الإنسانية شرقا وغربا، تؤمن بإمكانية العيش المشترك، وتتصدّى لخطاب العنف والكراهية.

سادتي سيداتي، أيها الحضور،

لقد كانت دولة الإمارات العربية المتحدة سباقة إلى تبنّي رُؤية حضارية قائمة على قيم السماحة والتسامح، تقدّم المقاربات الحية والمبادرات القويّة في هذا الصّدَد على مختلف الصُّعُد وفي المحافل الدولية والإقليمية بجسارة وكفاءة، ووثيقة الأخوة الإنسانية التي وقعت في أبوظبي شاهد على هذه الجهود المميزة.

ومن أبوظبي انطلقت دروب السلام التي اختطها منتدى تعزيز السلم في المجتمعات المسلمة، حيث دعا منذ تأسيسه إلى رفض كل اضطهاد يوجّه إلى أقلية دينية أو عرقية أو ثقافية، ونبذ استغلال الدين في هذه الأعمال الشنيعة التي لا يبرّرها عقل أو يقرُّها دين.

وفي هذا السّياق عقدنا في مدينة مراكش يوم 25 يناير 2016   مؤتمر ” حقوق الأقليات الدينية في المجتمعات المسلمة: الإطار الشرعي والدعوة إلى المبادرة” بمشاركة عدد معتبر من علماء المسلمين وبحضور شهود من الديانات الأخرى ومن الأقليات المعنية .

وصدر عن المؤتمر إعلان مراكش التاريخي لحقوق الأقليات باتفاق ومصادقة جميع الحضور من العلماء المسلمين وبمباركة القيادات الدينية من غير المسلمين، الذين كانوا شهودا، ومن بينهم ممثلون عن الأقباط واليزيديين والصابئة المندائيين والنصارى الآشوريين وغيرهم.

وقد حرَص المؤتمر أن يبين بقوة أن اضطهاد الأقليات الدينية وكافة أشكال العدوان التي يقترفها الإرهابيون مخالفة لقيم الإسلام الذي أقر للأقليات الدينية حقوقها الدينية والثقافية والسياسية، في وقت لم تكن البشرية قد عرفت مثل هذا النوع من التسامح الموثّق بصحيفة المدينة من قبل خاتم النبيين صلى الله عليه وسلم.

وقد استهدفنا المصالحة بين الهوية الدينية والهوية الوطنية، فلا نرى أن قوة الانتماء إلى الهوية الدينية تؤدي إلى انهيار روح المواطنة بل نرى أن الانتماء الديني قد يمثل حافزا لتجسيد المواطنة وتحييد سلبيات تأثير عامل الاختلاف الديني عليها.

إن أهم مقومين من مقومات المواطنة في إعلان مراكش هما مقوم المساواة في الواجبات والحقوق المتساوية، ومقوم الاعتراف بالتعددية وإقرار الحرية الدينية ،حيث جاء في البند الثاني من الإعلان في سياق التذكير بالمبادئ الكلية والقيم الجامعة التي جاء بها الإسلام: “إن تكريم الإنسان اقتضى منحه حرية الاختيار: (لا إكراه في الدين) (ولو شاء ربُّك لآمن من في الأرض كلهم جميعا أفأنت تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين)”، وجاء في البند 13 في سياق ذكر الأسس المرجعية للمواطنة المتضمنة في صحيفة المدينة المنورة، ما نصُّه: “إن السياق الحضاري المعاصر يتوافق مع وثيقة المدينة لأنها تقدم للمسلمين الأساس المرجعي المبدئي للمواطنة، إنها صيغة مواطنة تعاقدية ودستور عادل لمجمتع تعددي أعراقا وديانة ولغة، متضامن، يتمتع أفراده بنفس الحقوق، ويتحمّلون نفس الواجبات، وينتمون رغم اختلافهم إلى أمة واحدة”.

إن من مكامن القوة في هذا التصور الذي أبرزه إعلان مراكش هو الربط الواصب بين المواطنة وإطارها الناظم والمتمثل في مقصد السلم. فلاسبيل إلى تحقيق المواطنة الحاضنة للتنوّع، إلا من خلال استراتيجية السلم.

تلك هي المقاربة التي نعتقد نجاعتها وهي التي بها ترتقي المواطنة إلى المؤاخاة وتنتقل من الوجود المشترك إلى الوجدان المتشارك.

وختاماً أشكركم على استماعكم وأتمنى لمؤتمرنا النجاح والتوفيق.

 

والسلام عليكم ورحمة الله.

العلامة عبدالله بن بيه يفوز بجائزة السلام الدولية في جنيف

منحت الجمعية العالمية للدفاع عن الحرية الدينية التابعة للأمم المتحدة في جنيف “الجائزة الدولية لسفير الحريات الدينية” للشيخ عبدالله بن بيّه رئيس مجلس الإمارات للإفتاء الشرعي ورئيس منتدى تعزيز السلم، وهي من أهم الجوائز التي تمنح سنويا تكريما للشخصيات الدولية التي أسهمت بشكل كبير وفعال في مجال الحرية الدينية وتعزيز ثقافة السلام والتعايش بين الأديان.

جاء هذا التكريم في إطار أعمال القمة العالمية الثانية حول الدين والسلام والأمن، المنعقدة في الفترة من 29 أبريل الجاري إلى الأول من مايو المقبل في مقر الأمم المتحدة بجنيف، وسط حضور نوعي لرجال الدين والأكاديميين وخبراء دوليين في مجال حقوق الإنسان.

ويأتي فوز الشيخ بن بيه بالجائزة لهذه السنة تقديرا واعترافا دوليا بجهوده الجليلة والمستمرة في تأصيل خطاب السلم والتسامح في الإسلام وتفعيله في مبادرات ناجحة مثل “إعلان مراكش” و”قافلة السلام” و”حلف الفضول”، ومن خلال إشرافه ودعمه لجهود المصالحة في عدد من الدول التي تشهد حروبا أهلية وصراعات دموية وحركات متطرفة.

وقد عرف عن الشيخ بن بيه دفاعه عن حقوق الأقليات المسلمة في الدول الأوروبية، وسعيه لتقديم خطاب متوازن يشجع الإدماج الإيجابي بهذه الأقليات ضمن نسيجه المجتمعي.

كما قام الشيخ بن بيه بمبادرات علمية وعملية لحماية حقوق الأقليات غير المسلمة في الدول المسلمة، وقد توجت هذه الأعمال بصدور “إعلان مراكش” مطلع عام 2016، الذي حظي بتقدير وإشادة دولية واسعة من طرف صناع القرار والقادة الدينيين، كان آخرها تنويه البابا فرانسيس بهذا الإعلان خلال زيارته الأخيرة للمملكة المغربية.

وكان الشيخ عبد الله بن بيه قد سبق أن فاز بجائزة الحرية الدينية كأول رجل دين لعام 2016، التي يمنحها متحف الصحافة والإعلام الأكبر في العالم “نيوزيام” في واشنطن، لأبرز الشخصيات التي عرفت بدورها في دعم حرية التعبير والدفاع عن الحرية الدينية في العالم.

(انتهى)