ارشيف ل October, 2019

العلامة عبدالله بن بيه يتحدث في مؤتمر مركز الملك عبدالله للحوار في النمسا

العلامة عبدالله بن بيه يلقي كلمته في مؤتمر “قوة الكلمة” – فيينا

جدد الشيخ عبد الله بن بيه رئيس مجلس الإمارات للإفتاء الشرعي، رئيسِ “منتدى تعزيز السلم”، التأكيد على “ضرورة القيام بمراجعة فكرية لمبدأ حرية التعبير بشكل معقلن ينظر إلى التأثير الميداني له ويربط بين مبدأ حرية التعبير، الذي غدا مبدأ مقدسا في الحضارة المعاصرة، وبين مبدأ المسؤولية عن نتائج التعبير”، مبيناً أنه “من الملائم العمل على قوانين تحمي الأفراد والمجتمعات من (آفات) خطاب الكراهية، وأن تكون القوانين المتعلقة ناشئة لمعالجة البيئة التي تراد لها، وليست مستنسخة عن أوضاع أخرى تلغي الخصوصيات والتفاوت بين المجتمعات وتغفل التراكمات التاريخية والمجتمعية”.

وانطلقت اليوم بالعاصمة النمساوية فيينا أعمال لقاء دولي هام نظمه مركز الملك عبد الله بن عبد العزيز العالمي للحوار بين أتباع الأديان والثقافات، حول موضوع “دور الدين والإعلام والسياسات في مناهضة خطاب الكراهية”.

وشهد الافتتاح حضورا بارزا للشيخ بن بيه، الذي ألقى كلمة بالمناسبة، ونوه بالجهود المحمودة التي تبذلها دولة الإمارات العربية المتحدة في تعزيز روح الأخوة والتفاهم والتعايش السعيد بين أبناء العائلة الإنسانية، حيث قال: إننا “في دولة الإمارات العربية المتحدة نسعى إلى نشر ثقافة السلام والتعايش عن طريق رسم سياسات تمزج بين الواقعية ومراعاة خصوصية السياق المحلي”. كما أبرز الشيخ بن بيه “جهود (منتدى تعزيز السلم) الذي يعتز بشراكته مع مركز الملك عبد الله الرائد والتي تجاوزت التأصيل الفكري إلى التنزيل الميداني في إطار التّعاون على الخير وجهود المصالحة وإحلال السلام”.

وحث الشيخ بن بيه، على مزيد من التعاون بين أديان العائلة الإبراهيمية وبين المؤمنين بالسلام، مؤكداً “كلما تأملنا الأزمات التي تهدد الإنسانية ازددنا اقتناعاً بضرورة التعاون بين أهل الأديان واستعجاليته، وأن واجب رجال الدين في الأزمات، هو إطفاء الحريق في القلوب والنفوس، وهو ما يوجب التكامل بين جهود رجال الدين والتدابير الاقتصادية والسياسية للحكومات والتي من شأنها أن توجد بيئة السلم والوئام في المجتمعات”.

على اليسار الأمير عبد الله بن خالد بن سلطان سفير السعودية لدى النمسا، والرئيس النمساوي السابق الدكتور هينز فيشر،

ويذكر أن هذا اللقاء حضره أكثر من 200 شخصية عالمية ومحلية على رأسهم الأمير عبد الله بن خالد بن سلطان سفير خادم الحرمين الشريفين لدى النمسا، والرئيس النمساوي السابق الدكتور هينز فيشر، والدكتور شوقي علام مفتي مصر، وآدم ديانغ الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة المعني بمنع الإبادة الجماعية.. كما ضم اللقاء عددا كبيرا من القيادات والمؤسسات الدينية وصانعي السياسات والجهات الفاعلة الحكومية وممثلي المنظمات الدولية والمجتمع المدني والإعلاميين والتربويين وممارسي الحوار، مؤسسات القيم الدينية والإنسانية ونشطاء في وسائل التواصل الاجتماعي، وخبراء في السياسات من المنظمات الدولية والأهلية.

نص كلمة العلامة عبدالله بن بيه في لقائه بالفاتيكان

***

نص كلمة العلامة عبدالله بن بيه في الفاتيكان 28 أكتوبر 2019 

***

التقى معالي الشيخ عبدالله بن بيه رئيس مجلس الإمارات للإفتاء الشرعي في القصر الرسولي بالفاتيكان، حضرة البابا فرنسيس بابا الكنيسة الكاثوليكية.

جاء اللقاء ضمن أعمال توقيع وثيقة «موقف العائلة الإبراهيمية في القضايا المتعلقة بإنهاء الحياة».. وتسعى هذه الوثيقة التي تمثل أديان العائلة الإبراهيمية الثلاث إلى التأكيد على الكرامة الإنسانية، وعدم جواز استباحتها تحت ذريعة التدخل الطبي أو أي مبرر آخر.

وقال الشيخ عبدالله بن بيه في كلمته أمام الحضور، إن هذا اللقاء يأتي في سياق «التعاون على الخير».. مؤكداً أن الحفاظ على النفس البشرية يعد من أبرز مقاصد الشريعة الإسلامية والقيم المشتركة بين الأديان، وأنه لابد من التذكير بضرورة الحياة الذي بدأت تمتد إليه يد العابثين من كل صوب، بالإجهاض قبل الإيجاد، و بالإرهاب والاحتراب أثناء الحياة، وبالإجهاز لدى الممات.

وأضاف العلامة عبدالله بن بيه إن اجتماعنا اليوم يمثل خطوة جديدة في مسار العمل الديني المشترك، فهي أول مرة تجتمع فيها الأديان لتجسد اتفاقها في القيم والأصول وتنزله على مستوى التطبيقات العملية الفرعية.

وقال: «نستشعر جميعاً الحاجة إلى أن تتكامل أدوارنا، انطلاقاً من مواقعنا ودوائر تأثيرنا، لنسهم في استعادة الضمير الأخلاقي للإنسانية، الذي يعيد الفاعلية لقيم الرحمة والغوث ومعاني التعاون والإحسان».

وأوضح بن بيه موقف الدين الإسلامي الذي يؤكد أن الله هو الخالق الذي منح الإنسان الحياة ووهبه الكرامة، وأن ليس للإنسان الحق في انتزاعها من نفسه أو من غيره.

هل يحل لبس المعطف المصنوع من جلد الخنزير؟

جواب بعض العلماء: ما يتخذ من جلد الخنزير بعد دباغته هل يدخل في حكم الجلد النجس، أم يطهر بالدباغ؟

الذي تدل عليه الأدلة أن جميع الجلود النجسة تطهر إذا دبغت؛ لقوله –صلى الله عليه وسلم-: “إذا دبغ الإهاب فقد طهر” (رواه مسلم في صحيحه عن ابن عباس)، وفي رواية: ” أََيُّمَا إِهَابٍ دُبِغَ فَقَدْ طَهُرَ” (رواه الترمذي)، فأفاد هذا الحديث بروايتيه أن الدباغ مطهر لجلد ميتة كل حيوان، وذلك أن لفظ (أي) و(إهاب) لفظان عامان، فيشمل كل إهاب، ولم يأت من ذلك استثناء خنزير أو ميتة.

وعليه فلا حرج في استخدام جلد الخنزير المدبوغ في اللباس ونحوه.

تعليق العلامة عبدالله بن بيه :

قلت : حديث الترمذي رواه النسائي وابن ماجه ومذهب جماهير العلماء استثناء جلد الخنزير من الطهارة بالدبغ لأنهم حملوا الإهاب في الحديث على ما تنفع فيه الذكاة لو ذكي خلافاً لرواية عن أبي يوسف ذكرها في المنية (تراجع الحاشية ابن عابدين)

وقد أشار الزرقاني إلى وجود قول ضعيف في مذهب مالك بطهارته بالدباغ وهو قول الإمام عبد المنعم بن الفرس من أن جلد الخنزير كغيره يطهر بالدبغ في اليابس والماء.(يراجع تعليق الصاوي على الشرح الصغير)

كما أن طهارة الخنزير بالدبغ هو مذهب داود وأهل الظاهر ورجحه الشوكاني في نيل الأوطار بناء على عموم الأحاديث.

قلت : ينبغى تقييد استعماله بالحاجة لقوة المعارض.

المصدر: كتاب صناعة الفتوى وفقه الأقليات