العلامة ابن بيه في قرائته لوثيقة الأزهر : الوثيقة جاءت في وقت مناسب؛ والثورات تحتاج إلى أن يعقبها “هندسة” للمستقبل
قدم الدكتور عبد الله بن بيه نائب رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين قراءته لوثيقة الأزهر قراءة مقاصدية أصولية مؤكدا أنها للحفاظ علي القيم التربوية الأساسية وفي مقدمتها الحفاظ علي السلام والضروريات الخمس ومن هنا جاءت أهمية الوثيقة.
جاء ذلك خلال ندوة بعنوان “التوافق الثقافي في ضوء وثيقة الأزهر ” بدعوة من الأزهر الشريف بالتعاون مع مكتبة الإسكندرية
أكد الدكتور عبد الله بن بيّه نائب رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين في كلمته، أن مصر هي قلب العالم العربي، وأنه بصلاحها تصلح دول المنطقة.
وقال إنه كان يستشهد بمصر نموذجا للتعايش على مدار 14 قرنًا في لقاءاته في الغرب، معربا عن تطلعه أن تظل نموذجًا تاريخيًا للتعايش.
ونوّه إلى أن الوضع اليوم يبدو خطيرًا، وأن الأزهر يتصدى له “بثقته ووثيقته”، التي رأى أنها جاءت في وقت مناسب؛ حيث إن الثورات تحتاج إلى أن يعقبها “هندسة” للمستقبل، لافتًا إلى أن الأزهر مؤهل للاضطلاع بتلك المهمة إلى جانب النخبة المصرية. وألمح إلى أن لبنات بناء مصر الجديدة هي قيم التسامح والعدل والمساواة والإخاء والإحسان.
ورأى أن مصر وغيرها تفتقر إلى مقاربة لتفعيل الديمقراطية بالشورى من أجل المحافظة على السلم الاجتماعي، مستشهدا بمقولة جان لوك التي ذكر فيها أهمية أن يكون الحكم بالتراضي، وهو ما يتأتى من خلال الحوار.
وشدد على أن وثيقة الأزهر تحتاج إلى خطة واضحة لتفعيلها، موضحًا أن الوثيقة تتحدث عن الشريعة الإسلامية بمبادئها الكلية ومن أهمها المحافظة على السلام والوحدة الاجتماعية وتفعيل الشورى وتحقيق الديمقراطية والاهتمام بتربية الأسرة المصرية كأحد دعائم بناء المجتمع الصالح القادر على التوافق في صياغة نهضة حقيقية.
وحذر العلامة ابن بيه من إقصاء أي فصيل ديني أو سياسي أو غيره، مؤكدا أن منطق الإقصاء سيكون ضد النظام الوطني لافتا إلى أن الإقصاء يخلق الحقد والكراهية والتطرف والإرهاب