حين يكون للمسجد قبلتان صحيحتان
السؤال | |
أنا طالب أدرس في أمريكا، ومنذ أن جئت هنا وأنا أتجه وأنا أصلي إلى الشمال الشرقي كما وجدت في موقع إسلامي. بعد فترة قصيرة وجدت في أحد المواقع أن القبلة هي جنوب شرق أمريكا، وهو الأقرب إلى العقل، وعندما أخذت أبحث عن القبلة الصحيحة وجدت أن الناس يقولون إن الاتجاهين كليهما صحيح، وأنه يوجد اتجاه ثالث يمكن من خلاله أن تتوجه إلى مكة المكرمة. فما التوجه الصحيح الذي يجب أن أتجه إليه وأنا أصلي؟ هل هو أقصر طريق إلى مكة؟ أفتوني مأجورين. |
|
الجواب | |
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد: هذه القضية أثيرت لفترة ليست بقصيرة، فهناك القبلة إلى الشمال الشرقي، وهي تسمى بقبلة الطيارين، أو قبلة الطيران، وهناك قبلة أخرى وهي إلى الجنوب الشرقي، وهذه القبلة البحرية، أو قبلة الخرائط الأرضية، ولا شك -كما قال السائل- أنها أقرب؛ لأن مكة المكرمة تقع جنوب شرق الولايات المتحدة شمال الكرة الأرضية، لكن قبلة الطيارين هي قبلة كما أخبروني عندما كنت هناك في بداية العشرينيات، وأخبرني طيار مسلم أنه إذا توجَّه بطائرته إلى مكة المكرمة فإنه يصلها وهو متجه إلى شمال شرق بدون أن ينحرف، ولهذا أصبح الأمر مشكلة. مرة قلنا إن أمريكا ذات قبلتين، فالذي أفضله أن تصلي إلى الجنوب الشرقي؛ لأنها القبلة التي تشهد لها الخرائط، وتسمى قبلة الخرائط البحرية، وهي دائماً تجعل مكة بهذا الاتجاه، ومعروف أن من يخرج من مكة فإنه يتجه شمالاً إلى الشمال الغربي ليصل إلى الولايات المتحدة، ولكن مع ذلك ما دام أن مساجد المسلمين قد توجهت لهذه القبلة، ولها مأخذ صحيح، فلا ينبقي أن نشاغب عليها، ولو كنت متخذاً مسجداً خاصاً بي أو بمن يطيعني لاتخذته إلى الجنوب الشرقي، لكن ما دام أن المساجد نشأت في الستينات والسبعينات، وتتكاثر ولله الحمد في هذه الديار كلها ذهبت إلى ما يسمى بقبلة الطيارين، فلا مانع من الصلاة إليها. والله أعلم. |