العلامة ابن بيه يحاضر في معهد الاقتصاد الاسلامي عن “مقاصد المعاملات”

استضاف مركز الاقتصاد الاسلامي في جامعة الملك عبد العزيز بجدة معالي العلامة عبد الله بن بيه في محاضرة بعنوان “مقاصد المعاملات ” وذلك صباح الاربعاء الموافق 18-4-2012م

 

وهي محاضرة اعتبرها المحاضر عرضا لكتابه “مقاصد المعاملات ومراصد الواقعات” ؛ فبدأها بحديث عن أهمية الموضوع، ثم تعريفاً بالمقاصد في الجملة، ثم بالمالية منها، ثم توقف المحاضر مع موضوع قل أن يتطرق إليه الباحثون وهو المقاصد السالبة؛ التي تؤدي إلى فساد العقود، واختلال المعاملات، وترتيبها في سلم المقاصد بين الضرورية والحاجية والتكملية. إذ التراتب بينها له مزايا عملية من حيث التأثير في سلامة العقود والتجاوز عن بعض المقاصد كالغرر والجهالة للحاجة، دون ربا النسيئة التي لا تلغيه إلا الضرورة الحاقة.

 

وبعد ذلك تحدث عن صياغة المفاهيم الكلية والجزئية التي تعتبر حاضنة لاستنباط الأحكام وضابطة لسلامة المنتج من خلال أدوات الاستنتاج المنطقية في ثلاثي: الكلي الأشهر يولد الجزئي الأخفى، والجزئي الأظهر ينتج الكلي الخامل، والتنبيه بالجزئي على الجزئي.

ثم قدم مقاربات لتوجيه المتعامل والمتعاطي مع المقاصد، ونبه إلى أن هذه المقاربات  لا تقدم حلولاً عملية جاهزة؛ لكنها قد تكون خميرة للاستنبات الحلول. وقدم الشيخ –حفظه الله- منهجاً للانضباط في الاستنباط، وذلك من خلال الميزان والضوابط والتراتبية التي تعصم المجتهد من أن يعامل الضروري معاملة الحاجي إلى مرتبة الضروري أو المكمل إلى درجة الأصلي الذي لا يمكن أن يكر عليه بالبطلان.

 

وبعد ذلك قدم الشيخ –حفظه الله- نماذج من قضايا يلج فيها الجدل ولم يتضح فيها للمتعاملين أوجه العمل، وقال: إن اجتهاده فيها اجتهادا تجريباً وتدريباً لا يُوصد باب الاجتهاد، ولا يصد طالب علم عما أراد. وكلها تتعلق بهندسة القضايا من خلال: وزن الدليل، ووضوح أو غموض المدلول، ومثاقيل الحاجات والمشقات، وتطور التعامل والمعاملات.

Comments are closed.