العلامة ابن بيه في محاضرته : المفتين والوعاظ هم من يقدم الدين للناس وهم الأولى بفهم الواقع ووضع آليات جديدة للتطوير والتغيير .

ضمن البرنامج اليومي الذي أعدته الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف للعلماء ضيوف صاحب السمو رئيس الدولة ” حفظه الله ” القى الشيخ عبد الله بن الشيخ محفوظ بن بيه نائب رئيس الاتحاد العالمي للعلماء المسلمين محاضرة تحت عنوان “الفتوى .. نظرة في الواقع وتطلعات إلى المستقبل “استهدفت العلماء والمفتين والوعاظ في الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقافووعاظ وزارة الداخلية وحضرها كذلك العلماء الضيوف.

وفي مستهل المحاضرة التي حضرها كل من الدكتور حمدان مسلم المزروعي رئيس الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف والدكتور محمد مطر الكعبي مدير عام الهيئة والدكتور فاروق حمادة المستشار الديني في ديوان ولي عهد أبوظبي أثنى فضيلة العلامة بن بيه على جهود وزارة شؤون الرئاسة والهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف على تنظيم هذا البرنامج الرمضاني الحافل بفعاليات الدروس والندوات خلال شهر رمضان في دولة الإمارت العربية المتحدة .

وبين المحاضر مفهوم الفتوى والوعظ .موضحا ان الاول هو بيان للأحكام أما الوعظ فدعوة للالتزام وفيها اتهام للنفس قبل اتهام الآخرين .مشيرا الى أن جوهر المحاضرة هو موضوع التغيّر وقصد به تغير الإفتاء نظراً لاستعمال آليات جديدة في عالم متغير .

وقال ان المفتين والوعاظ هم من يقدم الدين للناس وهما الدعامتان الأساسيتان للعمل الإسلامي ولذلك هم الأولى بفهم الواقع ووضع آليات جديدة للتطوير والتغيير حسب تطور المجتمعات ومستحدثات الزمان .وأضاف أن الإفتاء هو الإخبار عن الله عز وجل وهذا الإخبار ينبغي أن يكون مشتملاً على فهم شمولي للواقع ولا يكفي أن يكون الإنسان عالماً بالفروع فقط وقد كان للتشريع الإسلامي مصدران فقط هما الكتاب والسنة وبعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم ظهر دليلان آخران أو مصدران هما الإجماع والقياس ( الاجتهاد )

وقال ان الصحابيين أبوبكر وعمر رضي الله عنهما كانا عندما تعرض عليهما المسألة المستحدثة يجمعان لأجلها كبار العلماء الصحابة وهم الصالحون العابدون للنظر والاجتهاد وبيان الحكم الشرعي وبعد عصر الصحابة صار أهل العلم يجعلون أعمال الصحابة وفتاواهم مرجعاً آخر للفتوى .وقال العلامة المحاضر إن الزمان صار شريكاً في صياغة الفتوى .. بمعنى أن تطور حياة الناس بحسب تطاول الزمان قد أوجد حاجات وضرورات لابد من مراعاتها في صناعة الفتوى كما فعل عمر رضي الله عنه في عام الرمادة يوم أوقف حد السرقة.

وقال فضيلته ” نحن في هذا الزمان أحوج ما نحتاج إليه هو تحقيق المناط في الزمان ..أي النظر العميق للواقع وللمتوقع في الزمان المتغير باستمرار ” .مؤكدا اهمية وجود صياغة جديدة للمفاهيم بعد ان تغير الواقع من الذرة إلى المجرة.

Comments are closed.