العلامة ابن بيه يدعو الامم المتحدة الى تجريم الاساءة الى المقدسات ويحث الشباب المسلم على ضبط النفس
أَصدَر فضيلة الشيخ العلاّمة عبد الله بن الشيخ المحفوظ بن بيّه، رئيس المركز العالمي للتجديد والترشيد بلندن، بيانًا تعليقًا على عرض الفيلم السينمائي المسيء للإسلام وللرسول الكريم صلى الله عليه وسلم في الولايات المتحدة نعت فيه هذا الفيلم المسيء بأن صنّاعه يتحدثون عن شخص آخر من نسج خيالهم المريض، فهؤلاء لا يستحقون أن يذكروا، ولن نتحدث معهم، قائلا: إننا نتوجه إلى العقلاء والحكماء، والمؤمنين، والمسلمين.
حيث دعا فضيلته “عقلاء وحكماء الإنسانيّة” إلى أن يفكروا مليّا في العواقب السيئة والآثار المأساوية لاستفزاز مشاعر أكثر من مليار من البشر من طرف مجموعة لا تريد أن ترى سلاماً على الأرض، ولا وئاماً بين البشر، مما يهدد السلام العالمي في غير فائدة تجنى ولا منفعة تنتظر .
وتساءل فضيلة الشيخ العلاّمة: أليس من الضروري اليوم أن يصدر قرار من الأمم المتحدة لتجريم المس بالمقدسات وإثارة المشاعر؟؛ لهذا ندعو كل الحكماء والعقلاء والمرجعيات الدينية والسياسية لينضموا إلينا لإيقاف هذا العبث الذي لا يعود على أحد بخير.
كما توجه فضيلة الشيخ عبد الله إلى المسلمين قائلا: إنّ الغضب لله ولرسوله حقٌ، والإيمان لا يمكن أن يكون بدون مشاعر وعواطف، ومن كمال إيماننا أن يكون رسول الله صلى الله عليه وسلم أحب إلينا من أنفسنا وأموالنا ومن الناس أجمعين.
وأكد فضيلته أن من كمال محبتنا للرسول الكريم أن نمتثل لأمر ربنا العلي الأعلى الذي يقول {وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُواْ اعْدِلُواْ هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُواْ} {وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى} {أَنَّهُ مَنْ قَتَلَ نَفْساً بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعاً} ، مناشدا المسلمين في جميع أنحاء العالم بألا يعتدوا على نفس ولا يدمروا ممتلكات ولا يعتدوا على بعثات ولا يخالفوا مقتضى القيم التي يدافعون عنها {إنكم إذا مثلهم}، باعتبار أن “الاعتداء على الأبرياء وقتل الدبلوماسيين والسفراء خرق في الدين قبل أنْ يكون خرقاً للسياسة”.
وأشار فضيلة الشيخ عبد الله إلى أنه يجب ألا ينسى المسلمون ثناء الرسول (عليه الصلاة والسلام ) على من يملك نفسه عند الغضب، وقال فضيلته : “يجب أن تمنعوا بعض الأفراد، الذين يتصرفون تصرفات متهورة تضر ولا تنفع، من القيام بأعمال لا يقبلها عقل ولا يقرها دين، إننا ندعو الشباب المسلم للانضباط في الأقوال والأفعال، وأن يكون على مستوى الحدث”.
وحث فضيلة العلاّمة المرجعيات المسلمة والحكومات وقادة المجتمع والمؤسسات على أن يعدوا إستراتيجية دائمة لمواجهة مثل هذه الحالات، التي لا يبدو أنها عابرة حتى لا نقع في استنزاف دائم، وبعثرة الجهود في مغامرات غير محسوبة .
كما طالب الشيخ عبد الله تجمعات الجمعة إلى إقامة الصلوات، والإكثار من الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، وأن يوجهوا برقيات إلى زعماء العالم وإلى المنظمات الدولية .
كما توجه فضيلته بكلمة ” لجيراننا الغربيين على الضفة الأخرى” قائلا لهم : ” إن ربنا الكريم أوصانا بالإحسان إلى الجار، وكرر الوصية عليه، بغض النظر عن دينه وعرقه، والمسيح عليه السلام أوصى بحب الجار، نحن جيرانكم إلى الأبد، ولا نحسب أنّ عاقلاً يمكن أن يتصور أن أياً منا سيزول حتى تنقضي الدنيا”، متسائلا: لماذا لا نتعاون على إيجاد جيرة صالحة لخلق فضاء من الحرية والانعتاق والازدهار؟
واختتم فضيلته بيانه بالتعبير عن قلقه الشديد من وجود أقلية نشطة في ديار الغرب تدعو إلى الحرب الدائمة والصراع المستمر، وقال : “نحن نقدر أن ذلك موضوعياً لا يخدم مصالح الشعوب، ولهذا فنرجو من جيراننا في الغرب أن تراجعوا فلسفياً وتجرموا قانونيا المساس بالمقدسات، باعتباره خارج نطاق حرية التي تحرصون عليها ونحرص عليها أيضا .. فلنتعاون على الخير، ولنكن جميعا إطفائيين.