بيان صادر عن المركز العالمي للتجديد والترشيد حول الفلم المسيء للجناب النبوي الشريف

                                   بيان حول الفلم المسيء: ثلاث كلمات

                                           بسم الله الرحمن الرحيم

الأيام والليالي تمر، والقرون تترا والأجيال تتعاقب، ونورك دائماً على الأكوان ساطع، وأريج طيب ذكرك في كل الأرجاء ذائع، وغيثك على كل القارات هامع، ونداؤك للبشرية جامع: {يأيها الناس أعبدوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة}

هيهات كيف للغربال أن يحجب نور الشمس، أم كيف للمياه الآسنة أن تعكر ماء الحياة الزلال، كلاب مسعورة تنبح البدر والقافلة تسير.

إنهم أعداء السلام، أعداء الازدهار، أعداء الإنسانية.    

لقد كان هاجوك يتحدثون عن شخص آخر من نسج خيالهم المريض، فهؤلاء الذين لا يستحقون أن يذكروا، لن نتحدث معهم، إننا نتوجه إلى العقلاء والحكماء، نتوجه إلى المؤمنين، نتوجه إلى المسلمين، نتوجه بثلاث كلمات:

أولاهن: إلى عقلاء الإنسانية، ندعو الجميع أن يفكروا مليّا في العواقب السيئة والآثار المأساوية لاستفزاز مشاعر أكثر من مليار من البشر من طرف مجموعة لا تريد أن ترى سلاماً على الأرض، ولا وئاماً بين البشر، مما يهدد السلام العالمي في غير فائدة تجنى ولا منفعة تنتظر.

أليس من الضروري اليوم أن يصدر قرار من الأمم المتحدة لتجريم المس بالمقدسات وإثارة المشاعر؛ لهذا ندعو كل الحكماء والعقلاء والمرجعيات الدينية والسياسية لينضموا إلينا لإيقاف هذا العبث الذي لا يعود على أحد بخير.

الكلمة الثانية: موجهة إلى المسلمين، إنّ الغضب لله ولرسوله حقٌ، والإيمان لا يمكن أن يكون بدون مشاعر وعواطف، ومن كمال إيماننا أن يكون رسول الله صلى الله عليه وسلم أحب إلينا من أنفسنا وأموالنا ومن الناس أجمعين. ومن كمال محبتنا له أن نمتثل أمر ربنا العلي الأعلى الذي يقول {وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُواْ اعْدِلُواْ هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى} {وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى} {أَنَّهُ مَنْ قَتَلَ نَفْساً بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعاً} لهذا فنحن نناشدكم أن لا تعتدوا على نفس ولا تدمروا ممتلكات ولا تعتدوا على بعثات ولا تخالفوا مقتضى القيم التي تدافعون عنها {إنكم إذا مثلهم} إن الاعتداء على الأبرياء وقتل الدبلوماسيين والسفراء خرق في الدين قبل أنْ يكون خرقاً للسياسة.

يجب أن لا تنسوا ثناءه عليه الصلاة والسلام على من يملك نفسه عند الغضب، يجب أن تمنعوا بعض الأفراد -الذين يتصرفون تصرفات متهورة تضر ولا تنفع- من القيام بأعمال لا يقبلها عقل ولا يقرها دين، إننا ندعو الشباب المسلم للانضباط في الأقوال والأفعال، وأن يكون على مستوى الحدث.

ودعوتنا للمرجعيات المسلمة وللحكومات وقادة المجتمع والمؤسسات أن يعدوا استراتيجية دائمة لمواجهة مثل هذه الحالات، التي لا يبدو أنها عابرة حتى لا نقع في استنزاف دائم، وبعثرة الجهود في مغامرات غير محسوبة.

وندعو تجمعات الجمعة إلى إقامة الصلوات، والاكثار من الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم. وأن يوجهوا برقيات إلى زعماء العالم وإلى المنظمات الدولية.

الكلمة الثالثة: لجيراننا الغربيين على الضفة الأخرى، إن ربنا الكريم أوصانا بالإحسان على الجار، وكرر الوصية عليه، بغض النظر عن دينه وعرقه، والمسيح عليه السلام أوصى بحب الجار، نحن جيرانكم إلى الأبد، ولا نحسب أنّ عاقلاً يمكن أن يتصور أن أياً منا سيزول حتى تنقضي الدنيا. لماذا لا نتعاون على إيجاد جيرة صالحة لخلق فضاء من الحرية والانعتاق والازدهار.

إننا نشعر بقلق شديد من وجود أقلية نشطة في دياركم تدعو إلى الحرب الدائمة والصراع المستمر، ونحن نقدر أن ذلك موضوعياً لا يخدم مصالح الشعوب، ولهذا فنرجو أن تراجعوا فلسفياً وتجرموا قانونيا المساس بالمقدسات، باعتباره خارج نطاق حرية التعبير التي تحرصون عليها ونحرص عليها أيضا.

فلنتعاون على الخير، ولنكن جميعا إطفائيين.     

                                                      معالي الشيخ عبدالله بن الشيخ المحفوظ بيّه

                                                      المركز العالمي للتجديد والترشيد- لندن          

 

Comments are closed.