مقدمة لكتاب هذا رسول الله

بِسْمِ اللَّهِ ٱلرَّحْمَٰنِ ٱلرَّحِيمِ


الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيد المرسلين وإمام المتقين وعلى آله الأكرمين الطيبين، وأزواجه الطاهرات الطيبات أمهات المؤمنين، وعلى صحابته الغر الميامين



وبعد، فإن هذا الكتاب يحاول أن يقدم تعريفًا عنه عليه الصلاة والسلام ليكون حجة على المكابر وبرهانًا ((ويزداد الذين آمنوا إيمان))


ولكن من لا مثل له لا يمثل إلا به ((مثل الجنة التي وعد المتقون تجري من تحتها الأنهار)) فلما كانت لا مثل لها كان المثل عينها.


والمعرف –كما تقول القاعدة النحوية- لا يعرف، فالتعريف كعدمه
كالفضل والحارث والنعمان *** فذكر ذي وحذفها سيان.


وهو عليه الصلاة والسلام أعرف المعارف البشرية، وإنسان عين الإنسانية “.
وكيف يصح في الأذهان شيء*** إذا احتاج النهار إلى دليل“.


فأمام عيِّ الواصفين وعجز العارفين وجد مؤلفوه بتوفيقه عز وجل الوسيلة المثلى والطريقة الفضلى أن يحيلوا المتوسمين على أحواله الزكية، ومحاسنه البهية، وأقواله الحكمية، وأخلاقه العظيمة دون تدخل ولا تعمل، فكان هذا الكتاب الذي بين يدي القارئ برهانًا صادقًا وبيانًا ناطقًا يكفي المشاهد عن كل واصف وشاهد


خذ ما شهدت ودع شيئا سمعت به *** في طلعة الشمس ما يكفيك عن زحل
ذلك هو السراج المنير، والشاهد المبشر والنذير، ذلك صاحب البراق واللواء الخفاق
ذلك النبي الخاتم أبو الزهراء وأبو القاسم، ذلك المنعوت في الوحي والتنزيل الموصوف في التوراة والإنجيل.
لقد أُخذ العهد على الأنبياء في سابق الأزل بالإيمان به ونصره تعظيمًا لمكانته وقدره.
فكيف بمن منَّ الله تعالى عليهم باتباعه، وأكرمهم بالانخراط في زمرة أتباعه.
هذا الكتاب إنما هو – بمشيئته تعالى- حلقة في سلسلة كتب وأعمال متواصلة ما تواصل الليل بالنهار في نصرة الحبيب المختار عليه صلاة الله وسلامه ما أشرقت الأنوار، وتفتقت الأزهار، وتلاطمت أمواج البحار. وهطلت وأكفأت الأمطار، وهملت الأودية والأنهار
اللهم ارحمنا برحمتك، واجعلنا من الصادقين بجودك وإحسانك يا كريم يا غفار

معالي الشيخ: عبد الله بن بيَّه

Comments are closed.