في الحلقة الثالثة على التلفزيون السعودي/ العلامة ابن بيه: الأمة تمر بفتنة كبيرة، وتسير إلى آفاق مجهولة وعلى العلماء والحكماء إيقاف نزيف الأرواح

طالب العلامة الشيخ عبدالله بن بيه أستاذ الفقه   الإسلامي ورئيس المركز العالمي للتجديد والترشيد بلندن وعضو المجامع الفقهية وأستاذ الدراسات والعلوم الإنسانية بجامعة الملك عبدالعزيز،  العلماء بألا يكونوا طرفاً في أي صراعات، مؤكداً أن الأمة العربية والإسلامية اليوم تحيط بها آفاق مجهولة ومشاريع مشبوهة،

وأوضح أن الأمة تمر بفتنة كبيرة، وتسير إلى آفاق مجهولة، ومشاريع مشبوهة، والمؤلم أن هذا يحدث، وكأن ليس للأمة عقلاء وحكماء ورشداء،ويجب الخروج من تلك الأمواج العاتية وان نزيح عن وجوهنا أغبرة النزاعات والرؤى الضيقة لإطفاء هذه الصراعات والنزاعات غير مضيعين الوقت بتحديد من المخطئ والمسيء والظالم والمظلوم.

وقال ابن بيه مساء أمس الأربعاء في الحلقة الرابعة من برنامج “همومنا” في سلسلتها الثالثة عبر القناة الأولى بتلفزيون المملكة العربية السعودية إن التفكير السطحي لا يقارن بالتفكير الاستراتيجي، داعياً إلى تجاوز الحزبية والبحث عن آفاق العيش والحياة للجميع وتجاوزالأنانية، مشددا على أن الأمة بحاجة إلى تنقية الصدور وتنقية الألسن وتنقية الأيدي، وأن نتجاوز هذه الأزمة بعقول كبيرة وبفهم واسع للمصالح العامة ونسير في مسيرة التاريخ لأننا بهذه الطريقة نعود إلى دائرة التخلف.

 

وطالب الأمة بأن تستمر في إيجاد الفرص وبناء ما يمكن بناؤه وتجنب ما يمكن تجنبه والمحافظة على الخريطة التي لا تزال سليمة حتى لا تصل إليها هذه النيران.

وأشار إلى أن التجزئة وتقسيم المقسم والتفرق لا تخدم أحدا، وبالتالي سيقضي على الجميع، لافتا إلى أهمية الجماعة، مطالبا الأمة بتجاوز الحزبية الضيقة، مستشهدا بقول ابن القيم عن الاختلاف: “إن الاختلاف يكون مذموما إذا كان بغيا أو تحزبا”، مبينا أن هذه التحزبات وإن كانت بالنسبة لنوايا أهلها طيبة أو قد تكون اجتماعا على الخير؛ لكنها يجب ألا تصب في خانة التفرقة والفساد والإقصاء المتبادل.

مطالباً عموم المشايخ والعلماء  ألا يكونوا طرفاً في أي صراعات وتنافسات في هذا الإطار، موضحاً أن العالم يجب أن يكون وسيطاً والوسيط يجب ألا يكون خصماً.

وأضاف ابن بيه ان القاضي إذا خاف الفتنة فهو لا يحكم بما وصل إليه بل يدعو إلى الصلح، فمهمة العلماء هي المصالحة والدعوة إلى الصلح والدعوة إلى الخير.

 

وذكر أن أهل سورية والعراق لا يحتاجون إلى مادة بشرية قدر حاجتهم إلى من يساعدهم في الخروج من هذه الأزمة خاصة مجابهة البغي والظلم فهم لا يحتاجون إلى بشر بل للمساعدات التي تقوم بها الجهات المختصة، منوهاً بأن هناك أطرافاً خارجية تجري هذه المعركة مع النظام السوري وتريد استمرار هذا الحريق في العالم العربي والإسلامي، مؤكداً انه ليس هناك رابح في هذه الحرب, وناشد العلامة ابن بيه  المختلفين أن يرتفعوا بهممهم ومشاريعهم لتكون في صالح الأمة 

Comments are closed.