انطلاق أعمال المنتدى العالمي ” تعزيز السلم في المجتمعات المسلمة”


أبوظبي   
في 9 مارس/ وام / أكد سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية ” أن الشريعة الإسلامية السمحاء نزلت بمقاصد سامية و قيم راقية من أعلاها وأهمها تعزيز السلم وحفظ الأنفس وصون الدماء وإفشاء السلام..مضيفا سموه أن الدين الحنيف جاء لجمع الكلمة و إشاعة المحبة و بث روح الوئام بين الناس على اختلاف دياناتهم وتنوع عقائدهم.


وقال سموه في كلمته خلال افتتاحه اليوم أعمال المنتدى العالمي ” تعزيز السلم في المجتمعات المسلمة ” في فندق ” سانت ريجيس السعديات ” في أبوظبي ..” إن من أهم أسباب الشقاق والحروب الطائفية التي تمزق أمتنا اليوم غياب صوت العقل وانحسار مبدأ الاختلاف الذي جبلت عليه الخليقة وتصدر أشباه العلماء مواقع الريادة ومنابر الفتيا واحتلالهم لوسائل الإعلام المتنوعة فاستخفوا رهطا من الناس فانساقوا خلفهم من دون وعي ولا دراية


وشدد سموه على أنه كي تعود الأمة إلى صوابها لا بد من عودة علماء الدين المشهود لهم بالعلم والفضل والوعي بمقتضيات العصر وتغيرات الزمان ليكونوا في الواجهة فلا تأثير لعالم منفصم عن واقع أمته وغائب عن فهم حاجاتها ناهيكم عن جاهل بالمتغيرات الحضارية التي تقتضي إعادة النظر وتجديد الخطاب الديني ليكون عقلانيا متزنا ونابعا من حاجات الإنسان فمن تلك حاله لا يمكن أن يؤثر إيجابيا في أمته.
من جانبه تقدم فضيلة الإمام الأكبر الشيخ الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف خالص الشكر والتقدير والعرفان لدولة الامارات العربية المتحدة على استضافتها للمنتدى وقال فضيلته في كلمته أمام المنتدى العالمي ” تعزيز السلم في المجتمعات المسلمة”.. إنه آن الآوان لهذا المنتدى الذي يجمع نخبة متميزة من أهل العلم والحكمة والثقافة والرأي وأن يخطو خطوات واسعة وواثقة نحو إحياء مفهوم السلام العادل المنتدى العالمي ” تعزيز السلم في المجتمعات المسلمة” .. والسعي من أجل بناء مؤسسات دولية فعالة تستبعد الحروب وتتجنبها وتتخطاها لايجاد بدائل سياسية ودبلوماسية وحوارية لحل النزاعات الدولية وفي مقدمتها النزاع في منطقتنا العربية والتوترات الكريهة التي أسفرت عن وجهها القبيح في بعض بلدان المنطقة ووجدت للأسف من ينفخ فيها من بني جلدتنا وممن يتكلم بلساننا” .
كما ألقى فضيلة العلامة الشيخ عبدالله بن بيه أحد أبرز العلماء المعاصرين في العالم الإسلامي رئيس اللجنة العلمية للمنتدى الكلمة التأطيرية للمنتدى تناول فيها معنى السلم ومفهومه وتأصيل مقصد السلم وإسهام الإسلام فيه تاريخيا ومفاهيم لخدمة السلم تتحول إلى ضده والجهاد بنوعيه الداخلي والخارجي ومبادرة الجماعات والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وتصرف الأفراد وتطبيق الحدود والتعزيرات الشرعية والديمقراطية والحداثة اضافة الى مفهوم الطاعة ومفهوم الولاء والبراء.
وأكد فضيلته أن مسؤولية المرجعيات الدينية كبيرة في هذه الفترة بالذات خاصة وإن التكلفة البشرية والإنسانية لا يمكن أن تترك أي شخص يقف متفرجا بل يجب علينا أن نكون إطفائيين والإطفائي لا يسأل عمن بدأ وإنما يحاول أن يطفئ الحريق.


وقال إن المنتدى غير مسبوق في موضوعه وأوضاعه أما موضوعه فهو السلم وأما الأوضاع التي دعت إليه فإنها الأوضاع الكارثية لهذه الأمة التي أصبحت لعبة الموت أمرا معتادا فيها وسبيل الحياة أمرا مستبعدا فمشاهد الدماء والأشلاء والخراب والدمار لا تحتاج إلى تعليق لافتا الى أنه أصبح من المذهل والمحزن انه ما من أمة اليوم يستشري فيها الصراع وإراقة الدماء أكثر من هذه الأمة وتحت عناوين وذرائع وشعارات لا يقرها شرع ولا يقبلها عقل.


وأضاف ” إننا لم نأت هنا لتنصيب محكمة لفصل الخصام وتوزيع الأحكام بل جئنا لنقول كلمة بسيطة هي الدعوة إلى السلم .. ونحن هنا لا نتنكر لقضايا الأمة الكبرى في فلسطين أو غيرها ولكننا نبحث عن تعزيز السلم داخل المجتمعات المسلمة فمن لم يرتب بيته لن يستطيع أن يحقق شيئا في القضايا الكبرى لا سلما ولا غيره مؤكدا أن السلم في هذه المنطقة سينعكس على العالم كله .. وقال نريد أن نرفع شعارا واحدا هو “يا أيها الذين آمنوا ادخلوا في السلم كافة “.
وأضاف ان السلم يوجد بيئة الحب والسعادة والانتماء إلى الأمة والوطن والانخراط في مصالحه وهو قبل كل شيء مصالحة مع الذات قبل أن يكون مصالحة مع الغير إنه قيم ونعم لا يدركها إلا من ذاق طعم الحرب.

 

ويشارك في المؤتمر الذي يستمر يومين اكثر من 250 عالما ومفكرا اسلاميا معتدلا، من كل أنحاء العالم.

Comments are closed.