لا يمكن تعميم حكم واحد في الحوار مع اليهود
تحقيق – نعيم تميم الحكيم – ملحق الرسالة
تعددت في الآونة الأخيرة اجتماعات وحوارات بين زعامات دينية إسلامية ويهودية في فرنسا وبريطانيا، للتنسيق في ما بينهم من أجل تعايش سلمي ومصالح فرضته ظروف الإقامة في الغرب.
هذه الحوارات كيف ينظر إليها الدعاة والعلماء في الشرق الإسلامي، وهل ستنعكس على واقعنا السياسي في ظل هذه الأزمة السياسية التي نعيشها مع الاحتلال والصلف اليهودي في إسرائيل تجاه إخواننا في فلسطين، وما مدى تقبلنا لمثل هذه الحوارات ، وهل سيكسب المسلمون في المآلات من هكذا حوارات.
(الرسالة) استشرفت آراء سماحة العلامة الدكتور عبد الله بن بيه نائب رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين ورئيس المركز العالمي للتجديد والترشيد وعضو مجمع الفقه الإسلامي ووزير العدل والموريتاني سابقاً حيال هذا الموضوع،
فأجاب : لا يمكن تعميم حكم واحد في الحوار مع اليهود فالحوار الذي يتم بين الجاليات والأقليات المسلمة في أوروبا وأمريكا مع يهود أوروبا وأمريكا هو أمر طبيعي خصوصاً إذا كانوا مواطنين في دولة واحدة، وانطلاقاً من التعايش والمواطنة والمصالح المشتركة في تحقيق استقرار دولهم وسلامها يتم الحوار فيما بينهم كما أن تهرب الجاليات المسلمة من الحوار قد يسبب لها المشاكل،
واضاف بن بيه قائلاً: ومن الطبيعي أن يحاور المسلمون من مد لهم يد الحوار وهو أمر إيجابي ومطلوب كما أنه لا يجب أن نفرض على الأقليات المسلمة في الغرب أي وصاية فهم مجتمعات مسؤولة عن تصرفاتها ويدركون اهمية الحوارات التي تكون في مصلحتهم وفائدة دولهم والبشرية والحوارات التي تقام من أجل الدعاية الكاذبة المغرضة، هذا ما يخص حوار مسلمي الأقليات مع يهود الغرب أما موضوع الحوار بين المسلمين واليهود في عالمنا العربي فهو أمر مختلف فيه ويرجع إلى تقدير الدول وتعامل اليهود مع القضية الفلسطينية ولا بد أن تأخذ هذه الدول بعين الاعتبار سياسية فتح حوار مع اليهود، فهناك دول عربية فتحت حوارا مع إسرائيل وأقامت علاقات دبلوماسية معها وهناك دول ما زالت ترفض فتح أي قنوات حوار مع اليهود، واضاف قائلاً: هناك محاولات عديدة من المنظمات اليهودية فتح جسور حوار مع الدول الإسلامية وقد نسق ودعيت إلى أحد هذه الحوارات التي نظمتها منظمة يهودية فرنسية تطلق على نفسها اسم منظمة رجال الكلمة) في المغرب وظهر لي أنه ليس لدي ما أحاورهم عليه فقدمت اعتذاريولم أذهب
ومضى بن بيه قائلاً: فأمر الحوار في اعتقادي يعود لتقدير الجهات العليا من علماء وحكام في الدول العربية والإسلامية مبيناً أن الحوار لا اشكال فيه ولكن الحوار مع اليهود يحتاج أن ينظر إليه بكثير من التؤدة والأناة حتى لا يقع المسلمون في فخ الدعايات الرخيصة التي لا تسمن ولا تغني وليس لها أي فائدة يجنيها المسلمون سواء كانت الجهة التي تدعو للحوار منظمات خاصة يهودية عالمية أو حكومية
وقال بن بيه: على المسلمين أن يفرقوا بين الحوار مع اليهود المعتدين على أرضنا ومقدساتنا واليهود المناهضين لهذا الاحتلال فهناك طائفة من اليهود في العالم وإن كانوا قلة لديهم هذا التوجه الإنساني ويقفون بقوة ضد الاحتلال الإسرائيلي والمشروع الصهيوني في المنطقة فهؤلاء لا حرج في فتح حوار بناء هداف معهم تتحقق فيه مصلحة المسلمين ونفس الكلام ينطبق في حوار الأقليات المسلمة في الغرب مع يهود دولهم فهذه حوارات لا حرج فيها أيضاً، أما فتح حوار مباشر مع اليهود المعتدين على أرضنا فهذا يعود لتقدير ولاة الأمر والعلماء في الدول الإسلامية وما يرون فيه مصلحة الإسلام والمسلمين وقضية فلسطين بعيداً عن كل المصالح الشخصية.