تعليق على نقد المتدينين من خلال الكوميديا
قال سماحة الشيخ عبد الله بن بيه، عضو المجمع الفقهي في مكة المكرمة،- في جواب لجريدة الشرق الأوسط عن
هل يجوز نقد ممارسات جماعات منسوبة للدين في إطار ساخر وكوميدي كما يحصل من خلال الدراما العربية؟
إنه من حيث المبدأ، فإن نقد الدين الصحيح أو الاستهزاء والسخرية منه، من الأمور المحرمة قطعا، وعلى فاعلها إثم عظيم، وأما في ما يتعلق بنقد لممارسات غير دينية، أي ليست من الدين الصحيح، أو إدخال ما ليس في الدين بالدين فالظاهر أنه أمر جائز. وأضاف الشيخ بن بيه أن انتقاد هيئات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والتي هي ليست معصومة عن الخطأ كما ذكر، لا يجوز أن يكون إلا بأسلوب رصين، وعقب التحري من المصداقية في بعض القضايا للابتعاد عن خطيئة القذف والتشهير. وأوضح أن الانتقاد لا يكون إلا لتقويم الأفعال وليس لإشاعة الفوضى في المجتمعات، معتبرا أن اللجوء للنمط الكوميدي الساخر لنقد تصرفات منسوبة للدين أمر لم تعتده المجتمعات الإسلامية، مما قد يترتب عليها مفسدة تخرج النقد عن سياقه ليصبح نوعا من التجريح. وشبه الدكتور ابن بيه النقد في هذه الحالات كالسير على الأشواك، وقد يشتم منه «خضوع لبرنامج دولي يحاول النيل من الإسلام وبعض مؤسساته»، وهذه الرائحة هي ما قد «يثير الإشكاليات ويؤججها.