حوار أم صدام.. تعاون أم خصام؟
لطم باي الجزائر قنصل فرنسا، فاحتلت فرنسا الجزائر مائة وثلاثين عاماً، ولم تخرج إلا بملايين الضحايا.
لقد ارتكب عمل شنيع في أمريكا، ورغم ما قيل أن مرتكبيه مسلمون فقد تبرأ منه المسلمون. وعلى الرغم من تلك الحقيقة الساطعة، إن الإعلام الغربي ظل مصراً على اتهام المسلمين والدين الإسلامي بالعنف والإرهاب، وكما يقول المثل الفرنسي: من أراد أن يعدم كلبه فليتهمه بداء الكلب!
ان المواجهة اليوم تتخذ بعداً فكرياً وثقافيا وقيمياً، ويتم التنظير لها بمثل أطروحة صدام الحضارات الذي يتكيء على مقولات برنارد لويس المستشرق اليهودي، مثل قوله: إن صدام الحضارات مزاج وحركة يتجاوزان كثيراً من مستوى القضايا والسياسات والحكومات التي تنتجها، ولا يقل عن كونه صداماً بين الحضارات ربما غير عقلاني، لكن بلاشك انه رد فعل تاريخي لخصم قديم لتراثنا اليهودي العلماني وحاضرنا العلماني والتوسع العالمي لهما معاً.
ومن الواضح أنه لا توجد حرب أبدية بين الحضارات كما لا يوجد سلام أبدي بين البشر حتى لو كانوا أبناء حضارة واحدة.
يصبح الحوار واجباً مقدساً في هذه الظروف، لانقاذ أنفسنا وانقاذ الغرب من نفسه ومن سوء التفاهم والحقد الذي تمتليء به قلوب البعض.
إذا قامت جماعة منا باعتداء فكأنما أخطأ الزمان والمكان، وإذا وقع القتلى في فلسطين قيل إن هؤلاء إرهابيون.
الحوار ينبغي أن يتوجه إلى هذا الواقع الظالم، وإلى الأوامر المقدمة في الجهات المختلفة إلى العالم الإسلامي مناهجنا الدراسية وأوضاع المرأة وحقوق الانسان. انهاأوامر تشعرنا بالمهانة.
الحوار الذي ندعو له يمكن أن يقوم من خلال تحالف ثقافي بين المثقفين المسلمين والمثقفين الغربيين الذين يجاهرون بآرائهم في بلادهم في موضوعية وعقلانية.
وعلينا اكتشاف الآفاق لحوار طويل المدى، وأود لو أن الأموال المرصودة لتعليم الديمقراطية وترقية المرأة، تتوجه لتمويل مشروع تعارفي حواري، والبحث عن المشترك بيننا، وتوظيف هذا في تأسيس علاقة مبنية على الاحترام المتبادل.