البرهان
03/01/2009 – 01:14 | |
وهو كتاب جعل مولانا الشيخ عبدالله بن بيه…
فصله الأول : في وجود الله سبحانه وتعالى ووحدانيته. والفصل الثاني: في مسألة الرسالة واختيار الإنسان ليبلغ لأبناء جنسه رسالة الرب. الفصل الثالث : الإيمان بالغيب :الآخرة وأحوالها والملائكة . الفصل الرابع : واجب الإنسان المتعلق بنفسه وواجبه تجاه أبناء جنسه البشري. الفصل الخامس : المسلمون اليوم. واستهل مولانا الشيخ الكتاب بقوله: إن أحوج ما يحتاج إليه الإنسان في هذا الزمان وفي سائر الأزمان أن يصحح اعتقاده ويحكم بيقين جازم في قضايا جوهرية ليتبع ذلك اليقين سلوك صحيح يلزمه مدة حياته إلى مماته. وكل هذا اليقين الذي يُسمى إيماناً وما يتبعه من سلوك مفتاحه اتخاذ موقف جازم من مسألة وجود الإله الخالق. إن اتخاذ موقف من هذه القضية يستتبع بالضرورة تكوين رأي ونظرة خاصة للإنسان عن ذاته وعما يحيط به وعن مصيره وبكلمة واحدة عن الكون وعن الحياة بأسرها كما يستتبع نوعاً من الالتزامات أو التحلل من الالتزامات طبقاً للموقف. فعلى سبيل المثال موقف الناس في الألوهية والذي يتخذ في الغالب شكلاً يطلق عليه صاحبه أنه انعدام موقف من الألوهية كذلك الذي يقوله بعض الملحدين “لست أدري” كما في قصيدة إيليا أبو ماضي ولا يدري بأن قوله بأنه ليس يدري هو موقف وأنه بهذا الموقف اللامبالي أضاع أمانة العقل التي في عنقه . وقد لجأ بعض هؤلاء وهم أهل الإلحاد الرسمي إلى الإنكار الصريح إنكاراً منهم لما لا تحيط به حواسهم الظاهرة وإدعاء منهم بأن الحاجة لا تدعو هم إلى البحث . وهم في ذلك كأصحاب السفن يتجه صوبهم إعصار فأنذرهم أهل الإرصاد الجوي باللجوء إلى الشاطئ لتأمين سلامتهم وسلامة سفنهم فقالوا لا نصدقكم ولا نبحث عن معلوماتكم فلا شك أنك تصفهم بالغباوة والتهور لأنهم فوتوا على أنفسهم الفرصة فداهمهم الإعصار. فكذلك هؤلاء الناس عندما يتجاهلون دعوة الرسل التي تنذر بوجود الله وبوجوب النار على من لا يؤمن به ويمتنعون من مراجعة الحجة والبرهان إدعاء بأن الضرورة الحياتية لا تدعو إليها أضاعوا الفرصة الوحيدة الممنوحة لهم وهي فرصة هذا العمر القصير الذي منحه الإنسان ابتلاء أيشكر أم يكفر ؟ وبنهاية العمر يتقرر مصير. |