من كلمة السيد الرئيس المختار ولد داداه( أول رئيس للجمهورية الإسلامية الموريتانية )

 

 

..وعليه فقد أوصيت منذ تشكيل أول حكومة ضمن القانون الإطاري بأن يكون للشباب الذين تلقوا دراستهم بالعربية دور متميز في المجالين السياسي والإداري وقد اكتشفت لاحقاً واحداً من ابرز ممثلي هؤلاء الشباب وهو عبد الله بن بيه. 

كيف ؟ تم ذلك أثناء جولة اتصال في الحوض الشرقي الذي ينحدر منه حيث زرت مدرسة تمبدغة الابتدائية التي كان يعمل فيها مدرساً للغة العربية. 

وبمناسبة هذه الزيارة فوجئت بفحوى الخطاب الذي ألقاه بالعربية بطبيعة الحال وعبر الخطاب في نفس الوقت عن سعة معرفته وأصالة ثقافته الوطنية ومدى انفتاحه على العصر. 

وشكلت مواضيع الأصالة والانفتاح أحد مقومات السياسة الثقافية لحزب الشعب الموريتاني. 

وبعد الاستماع إلى الخطاب الذي أذيع بالكامل ترسخت قناعتي بأن على عبدالله بن بيه – الذي أصبح ذكاؤه وسرعة بديهته واتساع ثقافته معروفين على نطاق واسع – أن يلعب دوراً متميزاً في البناء الوطني وخصوصاً في المجال الثقافي. 

ومن هنا جاءت تجربته في الحكومة 1970- 1978- حيث بدأها مفوضاً سامياً للشئون الإسلامية ثم وزيراً للتعليم الأساسي والشئون الدينية ووزيراً للعدل وأخيراً وزير الدولة للتوجيه الوطني. ولدى انقلاب يوليو 1978 كان يتولى منصب وزير مكلف بالأمانة الدائمة للحزب.

وفي جميع الوزارات التي قادها برهن عبد الله بن بيه على الوطنية والجدية والفاعلية والشجاعة رغم صحته الهشة في ذلك الوقت. 

وقد أثبت شخصياً أن الدارسين للغة العربية الذين يصفهم من درسوا الفرنسية أنهم “أطر من الفئة الثانية” لا يقلون عنهم شأناً في تولي أسمى مناصب المسئولية الوطنية. 

 

Comments are closed.