كلمة للدكتور طه جابر العلواني

 

فإن الشيخ الجليل أستاذنا الكريم عبد الله بن بيه حفظه الله ورعاه عرفته يوم عرفته في جدة حينما كنا نلتقي في اجتماعات المجمع الفقهيّ الدوليّ التابع لمنظمة المؤتمر الإسلامي كان حفظه الله خبيراً في المجمع وكان من أهل العلم الذين قل أن نجد لهم نظيراً في عصرنا هذا من حيث إلمامه وأحاطته بالفقه وأصوله وأدلته وقدرته البديهية على استحضار ما يريد من أدلة وشواهد على ما يتبناه وما يذكره من أحكام بعض القضايا التي كانت تعرض وكنت أنظر إليه وهو يمارس دوره الهام في المجمع على أنه إنسان مُرشّد لحركة المجمع ليس من السهل أن نجد له نظيراً في موقعه ذاك ثم توثقت معرفتي به.


وتشرفت بلقائه في الولايات المتحدة في بعض زياراته فوجدته ذلك العالم الفاضل الذي يجمع بين العلم الشرعيّ والقدرة الفائقة على التعامل مع النصوص والقدرة المتميزة على إدراك الواقع وفهمه وعلى التخريجعلى مذاهب الأئمة السابقين وبخاصة مذهب الإمام مالك بالنسبة للوقائع الحادثة أو المعاصرة أو النوازل التي يمكن أن يتعرض لها المسلمون في أمريكا و في أوربا وفي الغرب عامة وفي بلاد الأقليات من هنا توثقت الصلة بينا وأصبحت أتتبع دروسه ونشاطه ومنهجه في معالجة القضايا التي تعرض.


وكلما ازدادت معرفتي به وإطلاعي على نشاطه كلما ازددت حباً له وإكباراً له ولدوره فهو ليس كما نلاحظ في أيامنا هذه إنساناً يفهم النص ولا يفهم الواقع أو يفهم الواقع ولديه استعداد للخضوع لضغوطه وتجاوز معطيات النصوص بل هو جامع لمعرفة الاثنين مُلم بكليهما بحيث يجد من يستمع إليه أن بالإمكان أن يجد المسلمون في أصولهم وفي تراثهم وفي مصادر شريعتهم ما يغطي سائر الاحتياجات ويعالج سائر المستجدات. 


ربما أضيف شيئاً إلى هذا إطلاعه الواسع على الأدب وشعر العرب في عصوره المختلفة إطلاعاً يجعله يجمع إلى الفقه في الواقع وفي علوم الشريعة تذوق الأدب مما يعطيه نوعاً من التمييز في وجدانيته ومشاعره. 

أرجو الله جل شأنه أن يحفظه ويرعاه ويكثر في علماء المسلمين من أمثاله ويوفق تلامذته ومحبيه للأخذ عنه مما منَّ الله به عليه.

 

Comments are closed.