المسلمون و منظومة العالم الحديث . أين الخلل ؟
س: أصبح المسلمون شبه عاجزين عن الاندماج في منظومة العالم الحديث هل السبب في ذلك يعود إلى تخلف المسلمين أم إلى امتناع كامن في اصول دينهم؟
جواب العلامة عبدالله بن بيه :
إن الإسلام برحابة تشريعاته ومراعاته لأوضاع الإنسان في كل الأحوال وحاجاته في سعتها وضيقها، في قترها ورخائها يهيئ للمسلمين الشروط الفكرية والثقافية للانخراط الواعي والفاعل في الحضارة المعاصرة، بل يوجب عليهم مواكبة أوضاعهم الحضارية ولا يقف عقبة في سبيل نهضتهم.
الأزمة في معظمها أزمة عجز عن استيعاب الفكر الإنساني من فلسفة وتاريخ بشري وسنن كونية للانخراط في الحضارة من جديد وإزالة عقد الفساد والاستبداد ولا شك أن ضحالة التفقُّه تشكّل وجها من أوجه الأزمة. ومن ثم فإن السبب في ما هو مشاهد من تمنُّع المسلمين على الاندماج في منظومة العالم الحديث هو هو التخلف والجهل المركب والمزدوج بالدين وبمنظومة العالم الحديث.
فهيمنة الفهم الجزئي الاجتزائي للنصوص والتعامل العبثي الذي لا يقيم اعتبارا للمصالح والمآلات والوعي المزيف بكليات الزمان وروح العصر وبمنهجية الربط بين مقتضيات كلي الإيمان وكلي الزمان كل هذا خلق ثقافة مأزومة أدخلت على المسلمين حرجا وضيقا ووضعتهم في مواجهة خاسرة وانتحارية مع عالمهم المعاصر.