ظاهرة التطرف الديني وانعكاساتها العنيفة هل هي جزء من قابلية ذهنية مجتمعاتنا لتفجير العنف أم هي من صيرورات عنف العالم الحديث؟
س: ظاهرة التطرف الديني وانعكاساتها العنيفة في نشاط الجماعات الإرهابية كداعش وأخواتها هل هي جزء من قابلية ذهنية مجتمعاتنا لتفجير العنف أم هي من صيرورات عنف العالم الحديث؟
جواب العلامة عبدالله بن بيه
ترجع إلى الإثنين معا، فمن جهة أولى وكما بيّنا في الأجوبة السابقة التطرف والعنف ناتجان عن أخلال منهجية في تعامل المسلمين مع تراثهم وفي فهمهم لواقعهم فتشكلت بفعل هذه الأخلال ثقافة مأزومة تضيق بالاختلاف وتجنح إلى التكفير والتفجير.
ومن جهة أخرى التطرف العنيف من إفرازات اللقاء غير السعيد بين الحداثة الغربية والمجتمعات المسلمة وما استتبعه ذلك من مظلوميات تاريخية كالاستعمار والنكبة الفلسطينية والعلاقات المختلة بين الشرق والغرب، كما ينعكس البعد الحداثي للعنف الإرهابي في المواقف الإيديولوجية والمفاهيم الموظفة التي وإن ألبست لبوس التقوى وصبغت بصبغة المفاهيم الأصيلة فإنها في صميمها تظل مفاهيم ومواقف حداثية أكثر منها إسلامية.