ماذا يعني العلامة ابن بيه بهذه الجملة في كتابه الإرهاب
طالب علم من دولة ماليزيا يسأل :
ماذا يقصد العلامة عبدالله بن بيه بماذكره في كتابه “الارهاب التشخيص والحلول ” حيث يقول :
الوسطية هي أن “تفرق بين المتماثلات وتجمع بين المتباينات،”؟
..
يجيب شيخنا العلامة عبدالله بن الشيخ المحفوظ بن بيه
معنى ذلك أن الفقيه في نظره إلى الفروق يفرق بين فروع متماثلة في الصور للمح اختلاف في القصود، فهو يفرق بين عاصى بسفر وعاصى في سفره، مع أن صورة العصيان واحدة؛ إلا أن الصورة الأولى روعي فيها القصد الأول فمنع من الترخص، والصورة الثانية روعي فيها القصد الحادث فأجازوا فيها الترخص، وذلك على قول المفرق، ومن هذا القبيل فصل النتيجة عن المقدمة واللازم عن الملزوم في قضية الحكم بميراث مدعي النسب بالشاهد واليمين مع الحكم بعدم اللحوق، والأصل أن الميراث هو نتيجة النسب، والنسب لم يثبت. فالتلازم الشرعي ليس كالتلازم المنطقي.
فهذا معنى التفريق بين المتلازمات بالجملة، وقس على ذلك نظر الفقيه في المصالح والمفاسد الذي يرجح فيه فرعاً على الفرع وموقفاً على آخر.
أما المتباينات التي يجمع بينها الفقيه مع اختلاف في الأصول فهي كالجمع بين أحكام الصداق وأحكام الثمن في البيع مع تباين ماهية العقدين. قال خليل: “الصداق كالثمن،،،”. وكذلك قياس الإجارة على البيع مع تعلق الثاني بالذات والأول بالمنفعة، قال ابن عاصم:
فالحاصل أن الفقيه بنظره الدقيق واستعماله لأداة الاستحسان وآليات الاستصلاح لا ينصاع للتصور الأول، و لا يستجيب لفطير الرأي.