العلامة عبدالله بن بيه في مؤتمر نواكشوط الإسلامي : إجتزاء النصوص نتج عنه تحريف مفاهيم كانت للسلم فأصبحت للحرب

واكشوط – القاسمية انفو/

 

ألقى رئيس منتدى تعزيز السلم في المجتمعات المسلمة الامام الشيخ عبد الله بن بيه خلال الجلسة الرسمية لافتتاح مؤتمر نواكشوط الاسلامي الدولي الذي انطلقت فعالياته أمس الأربعاء وتتواصل جلساته العلمية اليوم ألقى كلمة اشاد في بدايتها بالمقاربة الموريتانية في مكافحة ظاهرة الغلو والتطرف العنيف على الصعيدين الأمني والفكري.

وأوضح الامام عبدالله بيه جوانب من الجهود الفكرية والعلمية للمنتدى الذي يرأسه في مكافحة هذه الظاهرة الجنونية، طبقا لوصفه.

كما تطرق العلامة عبدالله للاسباب الفكرية والنفسية والاجتماعية التي تتسبب في انتشار الظاهرة مضيفا ان المنتدى يعتمد المنهج الوسطي الذي يسعى الى تعزيز ثقافة التعايش السلمي في المجتمعات الانسانية والمسلمة واحياء القيم المشتركة كالسلم والرحمة والعدل والحكمة، متحدثا عن مبادرته حول “اعلان واشنطن” لإنشاء حلف فضول جديد يجمع الديانات الإبراهيمية لأول مرة وإطعام مليار جائع عبر العالم.

وبين الشيخ عبدالله بن بيه ان المنتدى في مقاربته الفكرية يسعى الى تصحيح المفاهيم الشرعية، مع الحفاظ على خصوصية النصوص واهمية المقاصد، باعتماد المنهجية العلمية الرصينة والأصيلة لمعالجة الفكر المأزوم وآثاره.

ودعا الشيخ عبدالله بن بيه العلماء والباحثين الى العمل على تصحيح المفاهيم المغلوطة وتوضيح المنهج مشيرا الى انه قدم في هذا السياق منهجية كاملة في التعامل مع نصوص الشريعة الاسلامية.

وفي سياق حديثه عن أسباب ظاهرة التطرف والغُلو قال الامام عبد الله ان هذه الظاهرة ناتجة عن قراءة مبتسرة ومجتزاة للنصوص.

وأضاف الامام عبدالله بن بيه قائلا ان تعقيد الواقع جعل الوصول إلى الحلول أو المقاربات أمرا صعبا، مضيفا انه عند دراسة ظاهرة التطرف لابد أن يختار الباحث السبب المهيمن حتى يتسنى له صياغة الحلول لتلك الظاهرة، “والتطرف ظاهرة ناشئة عن قراءة مبتسرة ومجتزاة للنصوص، مما نتج عنه تحريف مفاهيم كانت للسلم فأصبحت للحرب” يقول الامام عبدالله.

‏وقال العلامة عبدالله بن بية ان كل مفهوم يمكن ان ينقلب بفعل الانسان الى ضده، مبينا خطورة التعامل مع العام دون النظر في الخاص والجزئي دون الكلي، مضيفا ان المنهج الذي لا ينظر في تضامن النصوص، ولا يعتمد الجمع بين الادلة يؤدي الى مشكلة كبيرة.

وبين الامام عبدالله ان هناك فرقا بين النعم العامة والنعم الخاصة، ومن النعم الخاصة نعمة الأمن “ويقابلها شكر خاص هو العمل الذي نقوم به، وتقومون به الان ويقوم به امنكم وجيشكم”، طبقا لكلام الامام.

وأوضح الشيخ عبدالله ان سبب كل هذه الحروب اليوم هو الفهم الحرفي للنصوص والمنهجية الاجتزايية.

وخلص الامام عبدالله الى ان العالم اليوم يواجه سبع ازمات عالمية، ومنها أزمة التطرّف.

Comments are closed.