العلامة ابن بيّه: فقيه الفلاسفة وفيلسوف الفقهاء

العلامة ابن بيّه: فقيه الفلاسفة وفيلسوف الفقهاء

 

تتولّى أعمال الشيخ العلامة ابن بيه استجلاءَ مظاهر العقلانية المقاصدية الواقعية التي تجمع بين التَّفقُّه والتّفلسُف من خلال التجديد في النظر المقاصدي الذي يسترعي أن ينظر العقل من وراء الشرع، ومن خلال ترشيد التدبير العملي الذي يستوفي أن يُسدَّد العمل من جرّاء رعْيِ المآل؛ وبذلك حقَّق سمو العقلانية المقاصدية على العقلانية الأداتية.

يجوز لنا أن نستعير لقب أبي حيان التوحيدي لعلامة الشيخ ابن بيه فنعتبره، من غير أن نعدم دليلا، فيلسوف الفقهاء وفقيه الفلاسفة. فهو فيلسوف الفقهاء؛ لأنه لم يفرِّط في طلب التجديد بإعمال النظر العقلي من وراء الشرع في نطاق ووفق منطق العقلانية المقاصدية، كما أنه لم يفرط في طلب الترشيد بإدخال الواقع في بنية التدليل الشرعي فراعى المآل من وراء واقع الحال في نطاق ووفق منطق الشرعانية الواقعية؛ وهو فقيه الفلاسفة لأنه ينظر من وراء الشرع دون أن يهمل التساؤل الحِكْمي الفاحص في تسويغ التجديد؛ إذ لم يتوان عن طلب الترشيد النظري والتسديد العملي.

 

 

أ.د. إبراهيم مشروح

أستاذ الفلسفة وعلم المنطق

بدار الحديث الحسنية

جامعة القرويين

 

 

Comments are closed.