ملخص البيان الختامي
ملخص صحفي حول اجتماع العلماء في مؤتمر فقه الطوارئ ( الإفتراضي)
قال العلماء المسلمون المجتمعون في مؤتمر فقه الطوارئ المنظم من قبل مجلس الامارات للإفتاء بالتعاون مع رابطة العالم الاسلامي أنهم عقدو مؤتمرهم انطلاقا من الوعي بأنّ هذه الأزمة تستنهض الهمم ليتحرك كل عالم وصاحب تخصص في مجاله.ولكون الفقه والفقهاء جهة ينبغي ألا تَغفُل أو تُغفِل التأثيرات الحاصلة في الواقع باعتباره شريكا للنص الشرعي في تنزيل الأحكام وتطبيقها،.
وسعيا إلى التدارس والبيان والنصح والتوجيه في كل ما يتعلق بأبعاد ذلكم التأثير؛ وتعزيزا وتأليفا بين الخبرات والجهود المباركة التي بذلها علماء المسلمين ومؤسسات الفتوى الرسمية في التصدي للنّوازلِ المستجدة التي فرضها الواقعُ الجديد.ونهوضا بالمسؤولية الدينية والفكرية والاجتماعية في استجلاء المُقاربات الفقهية والرُّؤى الإرشادية تجاه هذا الوباء من منظور حضارة كانت السباقة إلى سياسة الحجر الصحي ومشاركة لحركة الفكر الإنساني في اقتراح حلول مناسبة وفعالة لما تطرحه هذه النازلة العالمية .
وقد خلص العلماء المشاركون في المؤتمر إلى توصيات وقرارات منها مايلي :
– إن من الدروس العظيمة لهذه الأزمة هشاشة الجنس البشري ومحدودية علمه ووحدة مصيره؛
– إن من لطف الله تعالى أن جعل الإنسان -مع تلكم الهشاشة- قويا بما سخر له من أمور السماوات والأرض.
– إن من القيم المركزية التي أظهرت هذه الأزمة ضرورتها قيمة التضامن بين البشرية لمواجهة المخاطر التي لا تفرق بين الشعوب والأجناس والألوان والأوطان بل تصيب الجميع على تنوع أعراقهم وتعدد نحلهم وأديانهم وتفاوت طبقاتهم ومستوياتهم.
– تتفق الديانات السماوية وفي مقدمتها الإسلام على أن الإحسان في أوقات الشدائد والمحن؛ ينبغي أن يكون مُمتدا لجميع الناس بغض النظر عن دياناتهم، وأن جميع الخلق مشمولون بواجب التضامن في استبقاء الحياة التي هي في أصلها هبة ربانية.
– إن حياة نفس واحدة كحياة البشر جميعا، وخسارتها كخسارتهم جميعا، والتعاطف الإنساني في الأزمات يُجدد شعورهم بالانتماء إلى الأسرة الإنسانية.
النتائج العلمية والفقهية
– إن هذه الأزمة تستدعي استنفار أدوات الاجتهاد الفقهي بكل في ظل المقاصد والقواعد الكبرى للتشريع.
– إن الضروري من المقاصد والمعول عليه من القواعد في هذه الأزمة قاعدتا ” المشقة تجلب التيسير” و” الضرر يزال”.
– إن مدار التيسير على استعمال أنواع الرخص الشرعية
– إن مصطلح “الطوارئ” أليق بمعالجة قضايا هذه الأزمة من مصطلح “الجوائح”
– إن فقه الطوارئ فقه مركب من الواقع والدليل الشرعي غايته البحث عن التيسير والرخص لقيام موجبها، ومادته نصوص الوحي المؤصلة للتيسير وما بني عليها من الأدلة والقواعد، والفاعل فيه الفقيه والخبير والحاكم.
– إن شريعتنا السمحة لما كانت هي المنظومة التعبدية والقانونية التي تحكم النسق السلوكي والمعياري للمسلم فردا وجماعة قد أولت الطوارئ فضل عناية ومزيد اهتمام واستوعبت آثارها الكليات الخمس:كلي الدين –كلي النفس-كلي المال- كلي العقل والنسل
ثالثا- القرارات والتوصيات
كما أوصى المشاركون بما يلي:
- تكوين لجنة لحصر الأحكام والإجتهادات الفقهية القيمة الواردة في جلسات هذا المؤتمر وإصدار مدونة بها والتوصية ببث تسجيلات جلسات المؤتمر وطبع بحوثه ومخرجاته ليعم النفع بمضامينها ومناهجها وأدلتها وتصل إلى المجامع الفقهية والمؤسسات العلمية والباحثين الشرعين والجهات ذات الصلة بالبحث الفقهي.
- ضرورة تفعيل دور المجامع الفقهية والمؤسسات الإفتائية بكفاءة عالية ينشط فيه الفقه الشرعي والفقهاء لكي يواجهوا الحالات الطارئة والمستجدات المتكاثرة والمتتابعة، في عالم دائب التطوير والتغيير.
- ضرورة متابعة البحث العلمي في فقه الطوارئ في مختلف مؤسسات ومنابر البحث العلمي من جامعات ومعاهد ومراكز ومجلات متخصصة وغيرها إسهاما من الفقه الإسلامي المعاصر في حل مشاكل المجتمع وتعريفا بغنى التراث الفكر الإسلامي وبحاجة البشرية إليه في كل زمان ومكان .
- ضرورة العمل بكافة القرارات والأنظمة والاحترازات التي تصدرها الجهات ذات الاختصاص الصحي والأمني من أجل مواجهة هذا الوباء، وأن هذه القرارات معتبرة وملزمة شرعا لما فيها من تحقيق للمصالح ودفع للمفاسد الخاصة والعامة، وأن من يخالف ذلك ويتساهل فيها فهو آثم شرعا، ومستحق للعقوبة قانونا.
- دعوة جميع المسلمين إلى الاستمرار في أداء واجبهم الإسلامي والإنساني، الشرعي والحضاري، في تقديم الدعم المطلوب من صدقات وزكوات وتبرعات، والعمل على كفاية حاجات المتضررين.
- دعوة عموم المسلمين بالتراحم والتعاون مع مجتمعاتهم، وإظهار روح الإيثار والتضامن، وتجسيد أخلاق الإسلام وقيمه في أوقات الأزمات والشدائد.
- دعوة الأئمة والدعاة والمنصات الفكرية والعلمية إلى أداء دورهم في إرشاد الناس ودعمهم روحيًّا وثقافيًّا بوسائل الاتصال الحديثة، وتبنّي خطاب حضاري إنساني عالمي، وبثّ روح الأمل والتفاؤل، وإبراز مظاهر التيسير والرحمة في أوقات البلاء والمحن، لما ينشأ عن الاستقرار النفسي من أثر على تعزيز المناعة البدنية.