حكم إهداء ثواب العمل للميت – العلامة عبدالله بن بيه

السؤال:*
سائلة تقول: إن أمها توفيت، وهي تسأل عن أنها تصلي بعد كل فرض فرضا آخر وتهب ثواب هذا الفرض لأمها فما الحكم وهل يصلها الثواب ؟
الجواب

ببسم الله الرحمن الرحيم

مسألة هبة الثواب في غير الصدقة والحج والصوم أيضا على خلاف ، هذه يعني اختلف العلماء فيها . لكن القول الذي نميل اليه والذي تدل عليه الاحاديث ، والذي ذهب اليه الإمام أحمد بعد أن رجع عن القول الأول(01) في مسألة قراءة القران، هو أن كل عمل صالح يمكن أن يقدم إلى الميت، بشرط أن يهبه له الإنسان بنيته وينبغي أن يكون بلفظه أيضا ، كما جاز في الحج أن يحج عن غيره ؛ ( لبيك عن شبرمة) (02) -كما جاء في الحديث -والمرأة التي قالت : إن أبي أدركته فريضة الحج ولم يحج أفأحج عنه؟ . قال: نعم حجي عن أبيك(03).

وكذلك ..المرأة التي قالت : إن أمي نذرت أن تحج ولم تحج ..فقال : أريت لو كان على أمك دين أكنت قاضيته فدين الله أحق بالوفاء(04) ..

كل هذه الأدلة تدل على أن أعمال البر تصل . يمكن أن تصل في شكل نافلة ، أنتِ في الحقيقة عندما صليتِ المغرب مثلاً صليت بعده ثلاثة ركعات، النافلة لا تكون ثلاث ركعات .. فكان المفروض أن تصلي ركعتين ..ركعتين ، لتهبي ثواب هذه النافلة أوثواب الأعمال التي تقومين بها أو تلاوة القران أو الصدقة – والصدقة إجماعا- لأمك فهذا إن شاء الله يصلها ، ولا تتركيها لا تنسي أمك هذا أمر مهم جدا ، وجزاك الله خيرا . لكن أنصح بتنويع الأعمال فذلك أولى وأجدر وأكثر ملاءمة وموافقة لأقوال العلماء.

 

>>>
(01) روى القصة أبو بكر الخلال رحمه الله في كتاب “الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر” ص 88
(02) رواه أبو داود (1811)، وابن ماجه (2903)، والبيهقي (8936). صححه الدارقطني في (السنن) (2/517)، وصحح إسناده البيهقي وقال: ليس في هذا الباب أصح منه
(03) أخرجه البخاري (1854)، ومسلم (1334)
(04) أخرجه البخاري (1953)، ومسلم (1148)سم الله الرحمن الرحيم

 

 

 

*ملاحظة : هذا النص مفرغ من الفيديو التالي : 

Comments are closed.